- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«الجمهوريون» .. هل هو ضربة للجمهورية ؟

sarkoباريس – ألفة قدارة (خاص)

الجمهوريون ” صرخة لجمع كل الذين يعانون بسبب تراجع الجمهورية يوما بعد يوم ، ويريدون أن يرفضوا هذا التراجع ..” …الجمهوريون ” هو إسم يطلق على الذين يفضلون الحرية على كل أشكال التبعية،والانفتاح على الانغلاق. ”
هكذا علل ساركوزي اختيار الاسم الجديد للحزب اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية. تعليلٌ سبقته دعاوى رفعتها أحزاب وجمعيات يسارية وأفراد ، ضد الحزب لمنع إطلاق إسم الجمهوريين على الحزب اليميني ، باعتبار أن الشعب الفرنسي كله يعتبر نفسه جمهوريا ولا يقتصر الامر على مؤيدي ساركوزي وحزبه.
رد القضاء كان رفض الدعوى ، وبداية عهد جديد لحزب يميني طالما أثار لغطا حوله. وجاء تغيير الاسم كمحاولة لبث روح جديدة داخله أو قل لوأد الحزب القديم  الذي عرف بخصومات مسؤوليه و”فضائحهم ” ولإجراء تعديلات جديدة صلب الحزب وإقصاء ” المتمردين ” على ساركوزي .. يذكر انه في سنة ٢٠٠٤ ، كان الاتحاد من أجل حركة شعبية الآلة الحربية والدعائية بامتياز للوصول الى الاليزي . واليوم ، بعد اكثر من عشر سنوات ، لم تتغير أهداف ساركوزي وغاياته . فالعين على الاليزي والطريق هي الجمهوريون .
لذلك يأمل ساركوزي في اعادة جمع  اكثر من ٥٠٠ الف منخرط حوله .. ليكونوا أصواتا مساندة له في الانتخابات المقبلة .. الاستراتيجية واحدة إذن من ٢٠٠٤ الى ٢٠١٥ .. التغير وجمع أكبر عدد ممكن من المؤيدين .
لكن هل التغيير جذري في سياسة ساركوزي للدخول الى الاليزيه؟
خلال الاجتماع الاول المقرر قريبا، اختار الحزب مناقشة موضوع الاسلام والجمهورية . هذا الاختيار كشف أن إرادة التغيير لا تعدو أن تكون تغييرا في الاسم . أما الاستراتيجيات والوسائل فنفسها تقريبا . فالاسلام من أكثر المواضيع التي تستهوي ساركوزي ، إذ انه لا يتوانى عن التذكير بتصوره الخاص للجمهورية يكون فيه نظام العيش والثقافة فرنسييْن. ولنتذكر طرح الحزب لمسألة الحجاب في الآونة الاخيرة .. مثل هذه المواضيع تثير حفيظة كثير من المسلمين في فرنسا ..
بل إن أعضاء في حزب الجمهوريين ذاته، أبدوا استغرابهم من اختيار موضوع الاسلام بالذات في هذه الفترة .فالوجه البارز في الحزب ناتالي كوسيسكو موريزيه أعربت عن استيائها من اختيار هذا الموضوع بالذات معتبرة أن الدين صار يأخذ حيزا كبيرا من النقاش العام في فرنسا . وانتقدت موريزيه الحزب واختياراته معتبرة أنها تفضل أن يدور النقاش حول الاقتصاد والعمل المؤسساتي والتشغيل ، لان دفع الاقتصاد الفرنسي هو الاولوية الراهنة في الوقت الحالي.
هذا الموقف ذاته سانده كثير من مؤيدي الحزب ، الذين اعتبروا أن وضع الاسلام على قائمات الاولويات مثير للجدل في وقت يجب فيه إعادة ترميم الحزب المتآكل من الداخل . إضافة الى الاهتمام بالمشاغل اليومية للفرنسيين كارتفاع الضرائب وتدني مستوى العيش.
هذه المواقف الرافضة لاختيارات ساركوزي وحزبه ستنعكس بلا شك على خصومه داخل الحزب .. فإقصاء ناتالي كوسيسكو موريزيه وارد جدا من منصب داخل الجمهوريين .
لكن يبدو أن ساركوزي بمثل هذه الاختيارات قد ضرب عصفورين بحجر واحد . فقد تمكن من معرفة خصومه داخل حزبه ليسهل إقصاؤهم ، واستقطب اهتمام الساحة الإعلامية والسياسية في فرنسا . فتباين الرؤى بين أعضاء الحزب الواحد واختلاف ارائهم وتصريحاتهم خلق الجدل وروّج للحزب القديم الجديد مما يمهد لعودته الى المشهد السياسي  عودة قوية . وليس الامر بجديد على ساركوزي فهو من هواة الإثارة كسلاح للوصول الى الاليزيه .
فهل ينجح سلاحه هذه المرة وهل يخلق قوة تنافس الحزب الاشتراكي في الانتخابات المقبلة في فرنسا؟