- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

في حضرة “احتلوا وول ستريت”

خاص ــ «أخبار بووم»
كنت في نيويورك، فمررت في طريقي إلى مطار جون كنيدي إلى «ميدان زوكوتي» (Zuccotti) حيث يخيم الذين احتلوا وول سترييت في الخريف. لهفتي لزيارة الميدان دفعتني لإيداع أغراضي عند صديق يرافقتني، وحملت عالياً بطاقتي الصحافية للوصول إلى الميدان، الذي سماه المحتلون «ساحة الحرية»، والواقع أن هذه التسمية كانت التسمية الأصلية لهذه الساحة الصغيرة، إذ إنها توازي «شارع الحرية»، وهي تشبه الساحات الصغيرة في الأحياء الباريسية.
انظروا إلى محتلي هذه الساحة، إنهم يهيصون ويصرخون بطريقتهم السالبة للألباب. يصرخ أحدهم بصوت جهوري ويردد وراءه الباقون، فتتصاعد أصوات تذكر بالطقوس الكاثوليكية أو بالردات الأفريقية. كانت الشعارات بسيطة تقال بجمل بسيطة. وقد بهرني شعار «Unfuck» كثيراً. وكانت هيئة «احتلوا وول ستريت» خليط من الهيبي البسيط، يمكن القول إنهم كانوا مزيجاً من «بابا كوول وغرونش» (cool grunge)، ولكن كان بينهم ناس عاديون.
الشرطة توزعت وراء حواجز أحاطت بالساحة من كل مكان، هذه الحواجز التي نجدها في كل البلدان لضبط التجمعات وسوقها في اتجاهات معينة، أفراد الشرطة كانوا موزعين ثلة هنا وثلة هناك يتمشون وكأنهم في حراسة حفل خاص.
سبب وجود الشرطة خارج الساحة هو أنها ساحة خاصة لا يحق لهم دخولها لفرض النظام، يحصل كل هذا في مربع صغير. كان الحراس يسمحون لبعض الحشريين بالدخول، وحتى سمحت الشرطة لبعض الناشطين بالدخول رغم اللافتات التي كانوا يحملونها.
في سهرة رأس السنة زاد عدد الحضور وتجمعوا ليعيدوا عملية «الاحتلال»، ما دفع بالشرطة لمنع الدخول إلى الساحة. الخروج مسموح الدخول ممنوع… ما عدا لحاملي البطاقة الصحافية.
تركت الساحة للتوجه إلى المطار، وسمعت أن طرد «احتلوا وول ستريت» حصل الساعة الواحدة والنصف من السنة الجديدة.