- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بين ضفتي المتوسط: شعر وموسيقى

_MG_3516باريس – أوراس زيباوي (خاص)

كما تعودنا كل صيف، مدينة سيت الجميلة الواقعة في الجنوب الفرنسي والمطلة على المتوسط، تتحول الى مسرح حي للنشاطات الفنية والثقافية. وللإعلان عن هذه النشاطات، عقد في مجلس الشيوخ في باريس مؤتمر صحافي شارك فيه رئيس بلدية سيت فرنسوا كومنه والمسؤولون عن هذه النشاطات ومنهم السيدة مايتي فاليس بليد، مديرة مهرجان “أصوات حية” الذي يعد أهم مهرجان شعري في أوروبا بالنسبة للدول المشاركة وعدد الشعراء المتنوعي الجنسيات والثقافات.

لا بد من الإشارة أن سيت هي مدينة مبدعين فرنسيين معروفين ومنهم الشاعر والكاتب بول فاليري والمخرج ومؤسس مهرجان أفينيون للمسرح جان فيلار… وسيت التي يبلغ عدد سكانها حوالى أربعين ألف نسمة، تضم مجموعة من المتاحف منها متحف بول فاليري ومتحف البحر، كما أنها تخصص عشرة بالمئة من ميزانيتها للثقافة. أما بالنسبة للمهرجانات الكبيرة التي تقام كل صيف فهي متنوعة وتشمل الشعر والموسيقى والصورة الفوتوغرافية والمسرح…

بالنسبة للعالم العربي يبقى المهرجان الأول هو مهرجان “أصوات حية” الذي يشارك فيه شعراء وفنانون وموسيقيون من الدول العربية ومنها لبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس والأردن والجزائر والسعودية والعراق، ومن الأسماء المشاركة أدونيس وصلاح ستيتية وبول شاوول ومرام المصري وفرج العشة وفاطمة محمود … ويستمر المهرجان تسعة أيام وتقام فعالياته في أماكن عديدة من المدينة منها الشوارع والمقاهي والمسارح والحدائق وكذلك القوارب التي تجوب قناة المدينة.

ولقد أكدت مديرة المهرجان مايتي فاليس بليد على أهمية هذا المهرجان الذي يجمع شعراء من ضفتي المتوسط ومن كافة دول العالم، واعتبرت أنه ليس مهرجاناً نخبوياً، بل هو يتوجه الى الجمهور الواسع بكل فئاته. كما تصدر بمناسبة المهرجان ترجمات فرنسية للشعراء غير الفرنسيين المشاركين ومنهم العرب فتصدر قصائدهم باللغتين الفرنسية والعربية.

لا بد من الإشارة أن قراءات الشعراء في المهرجان تتم بلغتهم الأم وباللغة الفرنسية. وبموازاة الأمسيات الشعرية، تقام الفعاليات الموسيقية والفنية والغنائية ويشارك فيها أيضا مبدعون عرب ومنهم عازف الكمان عبد الرحمن سملالي والمغنية رولا صفر. والمدهش هو متابعة الجمهور الكثيفة لهذه الفعاليات التي تتواصل من الصباح الى منتصف الليل.

في زمن صعود الفاشيات والعنصرية وهيمنة الحروب الهمجية التي تفرّق بين البشر، يطل علينا مهرجان “أصوات حية” ليؤكد على القواسم المشتركة من خلال الثقافة والإبداع، وعلى إمكانية التلاقي بين البشر في إطار الشعر والفنون والموسيقى.