- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أم مروان تفلت من قبضة داعش … فتخلع الجلباب

Rougeألفة قدارةCapture d’écran 2015-06-10 à 05.51.21

لعل صورة تلك المرأة وهي تخلع جلباباً أسوداً  من أكثر الصور التي تم تداولها أخيرا .. بل لعلها من أكثر الصور التي أثارت فينا جميعا مشاعر متضاربة .. فتقاسمنا مع هذه المرأة فرحتها وأحسسنا في الوقت ذاته بمرارة الوضع وبؤسه .
بدت في الصورة إمرأة تقف نازعة جلبابها الأسود لتكشف عن ثوب أحمر صارخ يتناقض كليا مع البرقع الأسود .. فالثوب الأصلي يشي بألوان الحياة الزاهية بعيدا عن ثوب التنكر الذي كانت ترتديه عنوة .
إنها وضعية المرأة في زمن داعش .. داعش التنظيم أو داعش الرجل القابع في أعماق الكثيرين .
أم مروان ، صاحبة الصورة ، هربت مع بعض النسوة من جحيم الحرب في ريف تل أبيض الغربي ، بعد عامين من الذل والمهانة والقهر . فتنقلت في صحراء الريف الغربي لتل أبيض بلا ماء أو طعام . وعندما  لمحت حاجزا يحمل علما كرديا وإلى جانبه علم الجيش الحر ، ادركت أنها نجت من براثن داعش . فوقفت تخلع نقابها الأسود سواد عامين من القهر والظلم والاستبداد .

بل إن أم مروان رفعت يديها شاكرة السماء وأطلقت زغاريد الفرح ورقصت رقصة الحرية بعد سجن داعش ، مما شجع بقية النسوة على مشاركتها هذه اللحظات رقصا وحبورا.

هكذا حال النسوة في زمن البغدادي وشرعه ، التزام بحدود الخليفة التي وضعها . فلا خروج من البيت الا بمحرم ولا ملابس غير الأسود الفضفاض ولا زيارات لعيادات الأطباء ، ولا أحذية بكعب عال … قيود صارمة فرضتها داعش على النساء تتجاوز اللباس والمظهر لتشمل  المنهج التعليمي . فاختيار المدرسين والبرامج أمر تتكفل به داعش . بل إن داعش تعتقل كل الطالبات اللاتي يرفضن الامتثال للأوامر .

داعش أيضا تبيح لامراء التنظيم الزواج القسري بفتيات صغيرات و تجيز السبي واغتصاب واختطاف نسوة  في المدن والمناطق الخاضعة .

إنه زمن الدواعش ، زمن انتهاك حقوق المرأة المدنية والدينية انتهاكا لم يسبق له مثيل . زمن تشييء المرأة واستغلالها أبشع استغلال باعتبارها وسيلة للمتعة والإنجاب والخدمة .فأين القانون الدولي ومعاهدة حقوق الانسان  ؟ بل أين تعاليم الأديان التي خصت المرأة بحظوة كبيرة ؟

https://www.youtube.com/watch?v=pR4N-oZaBNU

إن صورة أم مروان التي ترقص فرحا هي في الحقيقة صورة كل النساء المقهورات بسبب داعش التنظيم أو داعش السلطة عموما رجلا أم دولة .. هذه الصورة لا تحجب كذلك صورة أخرى  لنساء اخترن بإرادتهن أن يعشن صلب هذا النظام الداعشي ، وأن ينخرطن انخراطا كليا في المنظومة ، ويبايعن شرع البغدادي كما وضعه في البيانات التي تفصل دور المرأة في التنظيم الجهادي كما يذكر . ولا غرابة أن نجد فرقا نسائية داعشية للعض وأخرى للمساعدة على السبي وأخرى للقتل .

إن التنظيم – من خلال الصورتين المتناقضتين للمرأة المضطهٓدة والمضطهِدة – قد نجح الى حد كبير في إخراج المرأة عن دورها الحضاري والانساني والاجتماعي . وما هاتين الصورتين الا انعكاس صارخ الى ما آلت اليه الأوضاع في هذا الزمن الذي صارت فيه داعش عقلية  يجب محاربتها .