- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المغرب: الحديث عن المثليين غير مرحب به

Olfa boomألفة قدارة

هل يجب أن نحرق المثليين ؟ سؤال جاء في غلاف المجلة المغربية الأسبوعية الناطقة بالفرنسية ” ماروك إيبدو” في عددها ١١٢٢ لسنة ٢٠١٥ . هذا السؤال سرى كالنار في الهشيم فألهب مواقع التواصل الاجتماعي واحتد النقاش داخل المجتمع .
هذا النقاش تجاوز حدود المغرب ليتحول إلى حديث وسائل  الاعلام الفرنسية أيضا ، فتناولت بالنقاش غلاف المجلة المغربية ومضمونه. ومن الصحف الفرنسية التي اهتمت بالموضوع جريدة ” لو فيغارو” و” لو موند ” و” ليبراسيون ” وغيرها …
هذا الجدل دفع ” ماروك إيبدو ” إلى سحب نسخ عددها من الأكشاك ومن مواقعها الالكترونية ، وإصدار بيان جاء فيه أن ” الجريدة لا تنساق في خطها التحريري وراء الإثارة التافهة  ، أو محاولة التميز من خلال المواضيع المستفزة التي يمكن أن تصطدم الرأي العام”
وأكد المشرفون على الجريدة ، أن العدد قد واكب النقاش الذي يدور في المجتمع المغربي حول الموضوع لا غير .
كما واكب الأحداث الاخيرة التي تسببت في بروز الجدل من جديد .
يذكر أن أصواتا كثيرة تعالت في الفترة الاخيرة في المملكة المغربية منادية بإلغاء تجريم المثلية . فوفقا للمادة ٤٩٨ من القانون الجنائي، يعاقب المثليون والمثليات بالسجن النافذ حتى ثلاث سنوات . وتزامن هذا الجدل مع دراسة أنجزتها وزارة الصحة المغربية حول المثلية في المملكة ، ومع احتجاج ناشطتين من حركة فيمن على تجريم المثلية بالتعري داخل باحة مسجد حسان بالرباط . وما تلاها من اعتقال لشابين مغربيين قبلا بعضهما في مكان عام .
مهرجان موازين الموسيقي نفسه لم يسلم من الاحتجاجات ، فلقد قام عازف الجيتار في احدى المجموعات اللندنية وهو ستيفان اولسيدال ، بكتابة الرقم ٤٩٨ على صدره العاري أثناء الغناء تعبيرا عن تضامنه مع المثليين المغاربة.
إلا أن الرافضين لطرح هذا الموضوع ، استنكروا صورة غلاف الجريدة وموضوع ملف العدد . بل تساءلوا عن سبب طرح موضوع يمس بقيم وهوية الشعب المغربي .
وأمام  هذا التنديد والاستنكار ، قدمت الجريدة اعتذارها للقراء ، مذكرة أنها ” تسعى للعمل على بسط نقاش وطني حول المشروع الديمقراطي للمجتمع ، والقيم التي يجب أن تؤطره وتؤسس له ”
إن المواقف الاجتماعية من المثليين ، كما أظهرت هذه الحادثة ، متفاوتة إلى حد التباين . فالسلطات القضائية تجرم المثلية . أما المجتمع ، ففئة منه تتقبل الامر وتتعايش معه . بل ترى أن المسألة حرية شخصية ولا معنى للحياة في عصر حقوق الانسان  إذا نصّب الانسان نفسه ديكتاتورا وحاسب غيره وقمع رغباته.
أما الفئة الاخرى من المجتمع ، فتعارض المثلية بل تحكم على المثليين بالانقراض لأنهم فساد للمجتمع وقيمه .
إن الجدل حول المسألة لم يحسم ولن يحسم بسهولة ، ولكن دعنا نتساءل هل من الضروري طرح مثل هذا الجدل في المجتمع المغربي والعربي عموما ، أمام كل التحديات التي يعيشها الانسان اليوم ؟ أم أن النقاش حول المثلية الان بالذات ليس الا ” ترفا فكريا ” ؟