- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هيلاري كلينتون جدّة مقاتلة

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين
منذ تركت موقعها كوزيرة للخارجية الأميركية بعدما أمضت أربع سنوات في عملها ، حرصت هيلاري كلينتون على رسم مسافة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ، وهو ما جاء واضحا في كتابها ” خيارات صعبة ” الذي أطلقته العام الماضي وشكل بداية التسويق لها كمرشحة عن الحزب الديمقراطي ، رغم أنها إعترفت وفي الكتاب نفسه ببعض الخطوات الجيدة التي قام بها أوباما ومنها تنفيذ عملية إغتيال بن لادن .
إختارت كلينتون جزيرة روزفلت برمزيتها الى الرئيس الديمقراطي فرانكلين روزفلت والذي كانت أبدت إعجابها بزوجته  ” أليانور ” ، والواقعة  في مدينة نيويورك ، التي  كانت أيضا سيناتورا لها لمدة ثماني سنوات ، وقدمت خطابا لمدة 45 دقيقة ، إستبقته بشريط فيديو يحمل عنوان fighter أي  ” المقاتلة ” تركز فيه على إلتزامها بالأطفال والعائلات والطبقة الوسطى وتقول في الشريط ” والدي كان إبن عامل وتمكن من إنشاء شركته الصغيرة ، ووالدتي التي لم تنه دراستها مع ذلك أرسلت إبنتها الى الجامعة ” وتابعت كلينتون في التسجيل، أن «الأميركيين وأسرهم في حاجة كل يوم إلى نصير يحارب من أجلهم، وأريد أن أقوم أنا بهذا الدور. أنا لن أتخاذل».
هذا الشريط الذي يظهر الرسالة التي أرادت كلينتون أن تقدمها عن نفسها ، والتي تجمع فيها بين إصرارها لتحقيق الأهداف والطبقات المختلفة التي تتوجه إليها ، في محاولة لإزالة ما تم رسمه في أذهان الناس عن الثروة التي تملكها ، وهي تحاول ترسيخ صورة جديدة في أذهان المقترعين ، أنها ستقاتل وستكون ” أقوى مفاوضة ” كما قالت في خطابها ، مع الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس لتمرير المشاريع التي تكون أفضل للعمال الأميركيين ، في إشارة غير مباشرة  الى فشل الرئيس أوباما في تمرير إتفاقية التجارة الحرة في الكونغرس الأسبوع الماضي  .
كلينتون التي ركزت على السياسة الضرائبية والتغيير المناخي وحقوق المثليين ، حاولت التقرّب من الناخبين بكل طبقاتهم في محاولة لإعادة الثقة التي كانت فقدتها في آذار الماضي ، بعد فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بها والذي كانت تستعمله خلال توليها موقع وزيرة الخارجية مما أثار موجة جدل واسعة لا سيما من الجمهوريين حينها ، وقد إرتفعت نسبة عدم الثقة بها من آذار حتى حزيران من 49 % الى 57 % بحسب إستطلاع للسي أن أن .
الإنطباع الأول للخطاب ، ترك العديد من التساؤلات عن إمكانية رسم صورة تتجاوز من خلالها أخطاء الماضي وتستطيع أن تستعيد ثقة الناخب بها ، إضافة الى النقطة الأبرز حول موقفها الفعلي الذي ” ستقاتل ” من أجله لا سيما في المواضيع التي تتمايز بها عن أوباما إلا أنها لا تريد أن تنتقده علنا ، مثل اتفاقية التجارة الحرة وإيران .
ربما من المبكر الحكم على مدى نجاح أو فشل كلينتون في بداية حملتها الإنتخابية ، إلا أن صورة ” المقاتلة ” التي أرادت أن ترسخها، لم تمنعها من الجمع أيضا مع صورة المرأة من خلال قولها ” قد لا أكون الأصغر من بين المرشحين في هذه الانتخابات. ولكنني سأكون أصغر امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة … وأول جدة!“