- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أشبال البغدادي … قنابل موقوتة تهدد العالم

Olfa boomألفة قدارة

الدولة الإسلامية باقية وتتمدد … من الرقة في سوريا الى الفلوجة وليبيا .. سلاحها نفط وأسلحة وسبايا وأطفال .. نعم بل لعل الأطفال  أكثر الأسلحة الداعشية دمارا وفتكا …
أبو بكر البغدادي وأتباعه، يستقطبون الأطفال في معسكرات خاصة لتدريبهم وإعدادهم للمستقبل .. «أشبال» البغدادي يتلقون دروسا دينية تغرس فيهم مبدأ الجهاد وتشبع عقولهم بالفكر التكفيري .. وبعد مرحلة التلقين والتدريب واستغلال الظروف النفسية الصعبة للأطفال من يتم وفقر ومعاناة ، تبدأ مرحلة الفرز للمهمات التي تتراوح بحسب العمر والاستعداد من جمع المعلومات وصولا الى حمل السلاح وتنفيذ هجومات انتحارية .
وتكشف الأفلام والصور التي تعرضها داعش بين الفينة والأخرى ، عن وجود أطفال تتراوح أعمارهم بين العاشرة والثالثة عشرة من العمر ، وهم يشاهدون عمليات الإعدام والتمثيل بالجثث- دون أن تبدو عليهم علامات الاستغراب – أو يشاركون في القتل وتنفيذ حكم البغدادي .
صحيفة التايمز البريطانية ذكرت في احد تقاريرها أن داعش لا تدرب الأطفال ليكونوا سلاحا مدمرا خلال سنوات فقط ، وإنما تبيع الأطفال والنساء مقابل مبالغ مالية تمثل أحد مصادر التمويل للتنظيم . نفس المصدر كشف عن سوق لتجارة البشر أقامه داعش في منطقة القدس  بمدينة الموصل العراقية ، وفي مدينة الرقة السورية حيث يباع الأطفال والنساء من الطائفتين الايزيدية والمسيحية والأقليات الاخرى.
إن استغلال الأطفال وتعريضهم للأذى البدني أو النفسي أو الموت ، يعد جريمة من جرائم الحرب حسب القانون الدولي . وتجنيد الأطفال واجبارهم على حمل السلاح في النزاعات المسلحة والمشاركة في العمليات العسكرية من خلال الاعمال الاستخباراتية يدخل ضمن الإطار نفسه . ولكن من يحاسب داعش اليوم على ذلك ؟
فالفكر المتطرف والعنف انتشرا بين الأطفال والشباب اليافع حتى صاروا آلات معدة للقتل والتنكيل بكل من يختلف عنهم فكرا أو عقيدة . وواهم من يتصور أنه في مأمن من  هذا العنف الذي يغزو العالم اليوم ، ومن خطر هذا التشوه النفسي والجسدي الذي يغرسه تنظيم إرهابي متطرف .
إن جرائم داعش طالت الحجر والشجر والبشر . فهل تكفي بيانات الادانة وتقارير المنظمات الدولية ؟ الوضع حرج والنتائج وخيمة ، وعلى منظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف أن تبعد الأطفال عن جبهات القتال ، إذ لا يعقل أن تنتظر أن يعم السلام لإنقاذ أطفال العراق وسوريا وليبيا وكل البلدان العربية من براثن التجنيد والتكفير . إن الإحاطة بفاقدي السند من جراء الحروب وباللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي وتوفير تعليم تنويري من شأنه أن يهزم البغدادي ويفشل مشروعه القائم على استغلال كل الثروات بما في ذلك الأطفال .