- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

القبعات البيضاء، الأبطال المخفيون للحرب الأهلية السورية

الداخل السوري- «برس نت» (خاص)

في العديد من الروبورتاجات التي تذيعها مختلف القنوات الإعلامية، تظهر فرق “القبعات البيضاء” للعمل الإنساني والإغاثي على إثر الأضرار التي تسببت فيها عمليات القصف التي تصيب المدنيين السوريين. والمتتبع لهذه الصور قد يتساءل عن هوية فرق “القبعات البيضاء”، فمن يكونون إذ يبدو أنهم أصبحوا الأبطال المخفيين للحرب الأهلية السورية؟

وتعد هذه المنظمة الإنسانية وحيدة من نوعها إذ يتمثل نشاطها في بحث وإغاثة المدنيين المصابين خلال هذا النزاع القاتل، كما تعتبر الأمل الأخير للسكان المتضررين. وكان عدد فرق “القبعات البيضاء” يعد على الأصابع ولا يفوت عددهم العشرين أما اليوم فقد وصل عددهم إلى 2618 شخص تمكنوا من إنقاذ أكثر من 15500 شخص.

وغالبية فرق “القبعات البيضاء” هم سوريون كانوا يشتغلون من قبل كحلاقين أو عاملين أو بائعي زرابي أو تجار أو تقنيين أو حرفيين أو طلبة جامعيين. وتتمثل المهمة الأساسية لهذه المنظمة الإنسانية المؤلفة من المتطوعين والتي تضم أكثر من 106 وحدة متوزعة في شمال وجنوب وشرق البلاد في الوصول سريعًا إلى الأماكن المقصوفة لإنقاذ الجرحى والمصابين المتواجدين تحت الأنقاض، كما يقومون بإصلاح الطرقات وإعادة تشغيل التركيبات الكهربائية.

ويعتبر عمل فرق “القبعات البيضاء” الأكثر خطرًا مقارنة بالأعمال الأخرى حيث نجدهم في الأماكن التي يفر منها ويهجرها السكان ومع ذلك فهم لا يتقاضون أجرًا ولا يحملون السلاح ولا تربطهم أية علاقة مع فرق الجيش أو مع قوى المعارضة أو مع المنظمات السياسية.

وكانت فرق “القبعات البيضاء” فقدت خمسة وثمانين من عناصرها خلال قيامهم بهماتهم أو في الأماكن المتضررة بسبب عودة القصف أو بسبب تفجر القنابل أو انهيار المباني.

وقد ساعدت عدد من المنظمات الدولية «القبعات البضاء» منها المنظمة غير الحكومية التركية “أكوت” أو المنظمة غير الحكومية “مايداي ريسكيو” التي أنشأها “جايمس لوموزورييه” وهو جندي بريطاني سابق. وعمل “لوموزورييه” سابقًا ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية يوغوسلافيا السابقة، كما تسنى له العمل في الشرق الأوسط في إطار بعثات الوزارة الخارجية قبل أن يلتحق بالقطاع الخاص كمستشار مختص في النزاعات الحربية.

وكانت الأمم المتحدة عرضت على منظمات انسانية مشروع تكوين متطوعين سوريين تمولهم الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ يقدر مئة ألف دولار، ويقوم المتطوعون المتكونون بدورهم عند عودتهم إلى سوريا بتكوين متطوعين آخرين، وكانت تمتد تفرة التدريب عشرة أيام يتم تنظيمها في مدينة “أضنا”، جنوب شرق تركيا.

ويضيفأحد الناشطين “عبد الحق” أنه “لشعور مؤلم عندما تتمكن من إنقاذ حياة شخص ويتعذر عليك إنقاذ آخر، إنه شعور متناقض ولكنه حسبنا أن ننقض شخصًا واحدًا، لقد غمرتنا الدموع عندما تمكننا من إنقاذ الصبي”.

ويقول “جايمس لوموروزييه” إن النساء السوريات بدأن في المشاركة ضمن الدفاع المدني في أواسط عام 2014، ويصل وجودهن إلى 60 متطوعة في فرق “القبعات البيضاء” ومن الممكن أن يصل عددهن إلى 200 متطوعة، ويضيف “لوموروزييه” أن “النساء لهن فكر أكثر تحليلي من فكر الرجال”.