دعا بيني كاتسوفر، أحد أبرز قادة المستوطنين في الضفة الغربية، إلى “إلغاء النظام الديموقراطي في إسرائيل وإقامة دولة دينية تسيطر فيها الشريعة اليهودية”. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن كاتسوفر قوله، في مقابلة أجرتها معه مجلة تابعة لحركة «حباد» اليهودية الأصولية والتي توزع في المستعمرات، إنه “يوجد اليوم للديموقراطية الإسرائيلية دور واحد مركزي وهو أن تغيب عن الوجود”. واضاف أن “الديموقراطية الإسرائيلية أنهت دورها وعليها أن تتفكك وأن تنحني أمام اليهودية، وجميع الأحداث اليوم تصب باتجاه الاعتراف بأنه لا توجد طريق أخرى سوى أن نضع القضية اليهودية في المركز ونفضلها على أية قضية أخرى وهذه هي الإجابة على الوضع كله والتهديدات”. وتطرق كاتسوفر إلى ظاهرة «إقصاء النساء» المنتشرة في الجماعات اليهودية المتدينة، وخصوصاً الحريدي والديني– القومي، وتتمثل بالفصل بين النساء والرجال في الحافلات والأماكن العامة وضمنها الشوارع في الأحياء والبلدات التي تسكنها غالبية من المتدينين، وهي ظاهرة تعصف بإسرائيل في الشهور الأخيرة، في أعقاب مطالبة اليهود العلمانيين بمحاربتها. لكن كاتسوفر اعتبر أن مطالب العلمانيين اليهود في هذا السياق هي حملة تحريض ضد المتدينين، «وقد بُشرنا بهذا التحريض ضد شبيبة التلال»، في إشارة إلى المستوطنين المتطرفين الذين ينفذون اعتداءات «جباية الثمن» ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم، وأخذوا يوجهون هذه الاعتداءات مؤخراً ضد قوات الجيش الإسرائيلي أيضا، في محاولة لممارسة ضغط يمنع هدم بؤر استيطانية عشوائية. وأضاف “لأن نشطاءنا على اتصال بجميع شبكات الحركات اليسارية (يقصد العلمانية)، فقد عرفنا أنه يجري التخطيط لحملة تحريض وأن الموجة الأساسية ما زالت أمامنا والحديث يدور عن التحريض نفسه ضد شبيبة التلال والجمهور الحريدي، ونشطاء اليسار يعدون لحملة متزامنة ضد كل ما تشتم منه رائحة قداسة، ولديهم هدفان، الأول سياسي وهو تقويض الحكومة والحصول على أسم في الرأي العام، والثاني هو العمل ضد جميع أسس العقيدة اليهودية”. وأردف كاتسوفر «يوجد في العقيدة اليهودية فصل مركزي بشأن أرض إسرائيل»، التي يعتبر أن «شبيبة التلال» يعملون من أجل الحفاظ عليها، مضيفاً “يوجد فصل بشأن الحشمة ومواضيع أخرى، وهم يعملون ضد هذه الأسس، ووسائل الإعلام تقوم بحملة ضد أفعال هامشية من أجل المس بالهوية اليهودية”. وأضاف «برأيي، ثمة مكان للتعاون بين الجمهور الحريدي والجمهور المتدين، ومن داخل هذا التحريض حصراً قد تحدث الانطلاقة للتعاون بين الجمهور الحريدي والجمهور الديني – القومي”. وتابع “التحريض ضدنا هو من الجذور نفسها المعادية لليهودية والتي تريد اقتلاع كل شيء، وليت بالإمكان التوصل إلى الطريق للتعاون والوحدة”. الجدير بالذكر أن كاتسوفر هو الرئيس السابق للمجلس الإقليمي لمستوطنات منطقة «شومرون» (بالعربية: السامرة) في شمال الضفة الغربية، ويرأس منذ العام 2008 ما يسمى بـ”لجنة مستوطني شومرون”، التي تعمل على إقامة البؤر الاستيطانية العشوائية ومنع هدمها.