- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

في كنيسة تشارلستون .. تلاشى حلم مارتن لوثر كينغ

Capture d’écran 2015-06-21 à 22.49.32ألفة قدارة – (خاص)

” لديّ حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه  الأمة ، وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية ”
” لديّ حلم أن أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم واحد في دولة حيث لا يتم  الحكم على لون بشرتهم ، بل على مضمون شخصيتهم ”
” هذا هو أملنا ، دعوا أجراس الحرية تقرع وتنشد . أحرار في النهاية !! أحرار في النهاية !! .. شكرًا يارب .. نحن أحرار في النهاية ”
هل كان مارتن لوثر كينغ صاحب هذه الأحلام مبالغا في تفاؤله ؟ أم أن أحلام الامريكي اليوم تصطدم بإكراهات  واقع مرير .. واقع يتغاضى البعض عن الاعتراف به .. ويصرح به البعض  الاخر ، مثل هيلاري كلينتون المرشحة المُحتملة في انتخابات الرئاسة الامريكية ، خلال جولة لها بولاية سان فرانسيسكو ضمن حملتها الانتخابية ” إن العنصرية لا تزال تشكل صدعا كبيرا في أمريكا ”
الحوادث تعددت في أمريكا .. ومخطئ من يتصور أنها  مجرد حوادث فردية ..  لان الحوادث الفردية التي تتكرر
تكشف عن الوجه القبيح لما يعيشه المجتمع الامريكي .
آخر الجرائم التي اهتزت لها أمريكا ، كانت قتل تسعة أشخاص على يد مسلح أبيض داخل كنيسة للسود في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا جنوب شرق الولايات المتحدة الامريكية .
إنها جريمة كراهية اغتالت أبرياء أثناء العبادة . ولوصفها استعمل القضاء الفيدرالي الامريكي عبارة “عمل إرهابي داخلي .”
هذه الجريمة أثبتت أن مقولة التعايش السلمي بين السود والبيض في أمريكا واهية . يكفي النظر الى الواقع اليومي هناك . فالسود أكثر عرضة للتوقيف والتفتيش على يد الشرطة ، وأكثر عرضة للعقاب الشديد . بل ان جرائم القتل كثيرة في حقهم .
ويكفي التذكير بحادثة مقتل مواطن أسود على يد رجل شرطة أبيض  في سنة ٢٠١٢ إثر اشتباهه خطأ في أنه يحمل سلاحا ، وما تلاها من مظاهرات واحتجاجات عنيفة .
إن وضع السود في ظل حكم رئيس منتخب من أصول إِفريقية ، لم يحدّ  من المعاناة الاقتصادية والتعليمية للسود ، ولم يمكنهم من الحصول على جميع حقوقهم المدنية مقارنة بالبيض . رغم أن  اوباما أثناء حملته الانتخابية ظهر في شكل الموحد للأمريكيين بيضا كانوا أم سودا .
يبدو أن آلام  الماضي وجروحه لم تندمل ، فالعنصرية متغلغلة في نفوس فئة كبيرة لا تزال تعتبر نفسها أسمى وأنقى .. إنه الحنين الى ايام الفصل العنصري الذي يقود أشخاصا وأحيانا منظمات الى ارتكاب أبشع الجرائم .
في هذا الجو المشحون ، يدعو العديد من الأمريكيين الى إصلاح قانون حيازة الأسلحة النارية والقيام بإجراءات تشريعية شجاعة تضع حدا لعديد من المآسي اليومية .فالقوانين الامريكية رغم ما تمنحه من احترام لحقوق الانسان والمساواة والعدل ، لا تزال بحاجة الى تعديلات تضمن السلامة لجميع المواطنين .
إن قانون تحرير العبيد الذي سنه ابراهام لينكولن في ١٧٦٢ ، وأحلام مارتن لوثر كينغ التي ناضل من أجلها ، لا تحجب اليوم عن الأنظار تنامي ظاهرة العنصرية تناميا يكاد يعصف بوحدة المجتمع اذا واصل الساسة تجاهل الامر واعتباره مجرد حوادث فردية .