- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجمعة السوداء: دم وإرهاب حول العالم

Capture d’écran 2015-06-26 à 20.26.37ألفة قدارة – خاص
إنها جمعة الدم في قارات ثلاث ، أوروبا وإفريقيا وآسيا .. فلقد تزامنت أو كادت عمليات إرهابية غادرة في أماكن كثيرة  في نفس الوقت تقريبا ..واستعراض حصيلة هذا اليوم كارثية بكل المقاييس : ففي كوباني  شمال سوريا سقط ١٤٦ مدنيا على الأقل في هجوم تبنته داعش . وفي الصومال  تبنت حركة الشباب الاسلامية هجوما أوقع ٣٠ شخصا على الأقل .
وفي تونس استهدف هجوم على شاطىء نزلين تونسيين في مدينة سوسة تسبب بمقتل ٣٧ سائحا.
الكويت أيضا لقي فيها ٢٥ مصليا شيعيا مصرعهم أثناء تأدية الصلاة في مسجد الامام الصادق بالعاصمة الكويتية . ولقد تبنت داعش العملية بعيد تنفيذها .
بعيدا عن القارة الآسيوية ، تم ذبح شخص  وإصابة اثنين في هجوم على مصنع للغاز قرب مدينة ليون جنوب شرقي فرنسا .
رائحة الدم في كل مكان تنذر بتحول خطير ؛ الاٍرهاب صار في حرب مفتوحة  مع الأبرياء على جبهات مختلفة في الوقت ذاته ، الجبهة  الافريقية والجبهة الأوروبية والجبهة الخليجية .
إنها حرب مفتوحة غايتها خلق حالة من الفوضى وإثبات قوة هذه العناصر الإرهابية القادرة على التواجد في أماكن كثيرة في الوقت ذاته،  وزعزعة ثقة الشعوب بالنظم الحاكمة .  فداعش  التي تبنت الهجوم الإرهابي في الكويت لم تقتل الشيعة فحسب ، بل هي تقتل كل الاطياف وتنكل بكل الأديان ،  وترفع راياتها الموشحة بالسواد ، حتى صار الانسان في كل مكان يتوقع هجوما إرهابيا ، ويتساءل متى سيكون ذلك وأين ؟
إن التنظيمات الإرهابية – مع هذه العمليات النوعية المتزامنة – لا تخفي أن الخلل الأمني والاستخباراتي فادح .. فتونس مثلا فشلت  في عملية حماية الحدود التونسية ، وفي تعقب الإرهابيين المتحصنين بجبل الشعانبي منذ فترة . بل إن مجزرة متحف باردو وما خلفته من خسائر في الأرواح  كشفت نفسها عن الفشل الأمني الذريع في مجابهة التهديدات الإرهابية التي تتعرض اليها تونس منذ فترة . هذا ماجعل الرئيس التونسي يصرح  اليوم أن ” تونس ليس بإمكانها وحدها أن تواجه الجهاديين ”
تونس التي تحاول جاهدة بناء دولة القانون والديمقراطية رغم العثرات والهنات هي عاجزة فعليا عن التصدي للتكفيريين والارهابيين  . وهل تستطيع دولة  أن تنجو اليوم من الغدر الإرهابي مهما كانت قوتها ؟ هل تستطيع بمفردها مواجهة المد التكفيري  ؟
في ظل المتغيرات الجيوسياسية والإقليمية في العالم ، صار التعاون ضروريا للقضاء على الاٍرهاب وعلى داعش وإخوانها وأخواتها وعلى المتعاطفين معها بالقول والفعل والتمويل . ولتفكيك الحاضنة السياسية والأيديولوجية والجمعياتية للمنظمات الإرهابية . فرنسا اليوم – التي ظلت تتخبط سياسيا وأوكلت ملف الشرق الأوسط لامريكا – مدعوة أكثر من أي وقت مضى الى تحمل المسؤوليات خاصة وأن ما يقارب ١٧٠٠ مقاتل فرنسي  عادوا من الجهاد في سوريا .. إنها مهددة في أمنها واستقرارها تماما كتونس والكويت وسوريا وكل الدول .. وهذا منعرج خطير يضع فرنسا أمام معادلة جديدة وهي مواجهة عدو داخلي .، فالإرهاب هذه المرة من الداخل ومواجهته ليست عن بعد .
ولعل التصويت النهائي على قانون الاستخبارات في البرلمان الفرنسي ستساهم في تفكيك المنظمات الإرهابية التي تنشط بفرنسا في الأيام المقبلة .
إن العالم بأسره في حرب مفتوحة مع الاٍرهاب . رسائل متناقضة وصلت  في يوم الجمعة من ايام رمضان لهذه السنة .. رسالة المجموعات الإرهابية المكتوبة بدماء الأبرياء ورسالة الشعوب الغاضبة المصدومة ورسائل السلط والانظمة التي تحاول الطمأنة وبث روح التضامن ووحدة الصف .