- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لو تتوحّد المعارضات السورية

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

لا يزال القتل اليومي هو سمة الأخبار الآتية من بلاد الشام. ولا تزال لائحة الضحايا تطول وتطول. آلة القمع لا تزال تعمل… وكذلك لجنة المراقبين العرب. ولكن أيضاً لايزال التشتت هو سمة ما يصدر عن المعارضة السورية. في الداخل بدا واضحاً، بعد تفجيرات دمشق الإرهابية ورغم الاتهامات المتبادلة، أن الجيش السوري الحر لم يعد القوة العسكرية الوحيدة في مواجهة الجيش النظامي. ولكن أيضاً في الخارج لايزال الصراع قائماً بين المجلس الوطني السوري وبين هيئة التنسيق، وبين أعضاء المجلس نفسه، يكفي للدلالة على ذلك التوقيع على ورقة الاتفاق بين أبرز تنظيمين معارضين وسرعة التراجع عنه قبل أن يجف حبر التوقيعات.
هل توجد علاقة بين إدامة القتل وبين انقسامات المعارضة؟ من العيب ربط هذا بذاك إلا أن ضعف المعارضة وانقسامها يضعف الدعم الخارجي ويضع المجتمع الدولي في صف دعم فريق من المعارضة ضد فريق آخر، ويزيد من استجلاب صورة ليبيا والتدخل الخارجي والقصف وانهيار الدولة ومكوناتها. بينما لو تتوحد المعارضة وتجد في ما بينها قواسم مشتركة لحد أدنى مما هو مطلوب من المجتمع الدولي عندها يمكن للجامعة العربية أن تتكلم وهي تتكئ على المجتمع الدولي كاملاً وليس منقسماً، عندها سيكون التهديد باستعمال القوة مبنياً على مبدأ دعم معارضة موحدة وليس دعم قسم من المعارضة أي التدخل في صراع داخلي.
سؤال يطرح نفسه اليوم على ضوء تصريحات متعددة لعدد من أعضاء المجلس الوطني وهيئة التنسيق المتناقضة والمتضاربة،والتي يمكن اختصارها بأن «الآخر غير موجود وأنه لا ضرورة له»، أي أن هذا يدعو ذاك للذوبان، بينما ذاك ينفي عن هذا صفة تمثيل كل المعارضة ويدعو لتفككه.
يتم كل هذا بينما يرتفع عدد القتلى وتزداد لائحة المعتقلين وتتوسع رقعة العنف وينجح النظام بإدخال الثورة في رتابة يومية تبعد عنها حماسة التغيير. ويفتح المجال لبروز تنظيمات صغيرة مستقلة تستفيد من ضعف النظام ومن تشتت المعارضة ومن خوف المواطنين لبث إرهاب لا هدف له إلا الفوضى.
لو تتفق المعارضات السورية (إذ توجد معارضات أخرى غير المعارضتين التي سلطت وسائل الإعلام عليها الأضواء)… لو يتم إنشاء مؤتمر جديد لها تمثل به كافة المعارضات «ينتخب قيادة جديدة»… لو تتوحد القوى الراغبة بسوريا الجديدة… فإن النظام السوري لا بد أن يرى في ذلك بداية لصيرورة نظام بديل يمكن للمجتمع الدولي أن يعترف به.
قد يكون هذا السبيل هو سبيل اختصار الوقت ووقف عداد الموت.