سالم نصر – (خاص)تحدث رئيس الوزراء مانويل فالس اليوم الأحد عن “حرب حضارات” وحذّر من “تهديد إرهابي كبير” سيتعين محاربته على المدى الطويل. إلا أن استعمال فالس لتعبير «حرب حضارات» لاقى استهجاناً من قسم كبير من الطبقة السياسية بما فيهم قسم كبير من السياسيين المنضوين تحت لواء الحز الاشتراكي الحاكم حزب الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه فالس.
وقد انتقد جوليان دراس المقرب جداً من هولاند استعمال «تعابير جورج بوش» ومحاولات «شق المجتمع الفرنسي»، في حين أن المطلوب هو السعي لتضامن للوقوف في وجه التطرف والإهاب. وأشار عدد من السياسيين أن الحديث عن حرب حضارات والخلط بين الإسلام والمتطرفين يخلق التباس في العقول ويستهدف الإسلام شكل عام.
ذلك عند سؤال فالس حول هجمات الجمعة الدامية في فرنسا وخارجها، أكد رئيس الوزراء الفرنسي أن “مسؤولًا حكومياً يجب أن يكون واضحًا وأن يتقاسم هذا الوضوح مع شعبه: نحن نعيش تحت تهديد إرهابي كبير” سيتعين محاربته على المدى الطويل. وذكّر مانويل فالس بأنه تحدث في يناير الماضي عن ضرورة شن حرب على الإرهاب والإسلام الراديكالي والجهادية.
وعن تعريفه للإسلام الراديكالي، قال فالس: “هو رغبة داعش في إنهاء ما تمثله قيمنا. من خلال مهاجمة الغرب؟ لا، بل مهاجمة قيمنا التي تعد قيمًا عالمية”. وأضاف: “إنها ليست حربًا بين الغرب والإسلام، ولكنها حرب باسم القيم الخاصة بنا والتي نتقاسمها خارج أوروبا”، مؤكدًا: “نحن نعيش في عالم سيكون فيه هذا التعهديد مستمرًا، مستمرًا في مستواه العالي للغاية، مستمرًا على مر الزمن”.
وشدد فالس على أن فرنسا تشن الحرب على الجهادية ليس فقط داخل البلاد، مشيرًا إلى التدخل الفرنسي في مالي أو المشاركة في التحالف في العراق. وأوضح فالس أن هذه المعركة ستكون طويلة ولا يمكن المطالبة بنتائج على الفور، قائلًا: “لا ينمكننا خسارة هذه الحرب لأنها في الأساس حرب حضارات. إننا ندافع عن مجتمعنا وحضارتنا وقيمنا”.