- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجزائر تنصر تونس وتغزوها

Capture d’écran 2015-06-30 à 23.39.30ألفة قدارة

إثر الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له سوسة الأسبوع الماضي ، أطلق الجزائريون حملة تضامن كبيرة لمساندة أشقائهم في تونس . فجابت المسيرات الشوارع ورفعت إعلام البلدين وعلت الهتافات ” يا إرهابي يا جبان شعب تونس لا يهان ” .
كما اجتاحت شعارات كثيرة مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن وقوف الجزائريين الى جانب الشعب التونسي في مصابه الجلل. فرددوا عبارات مثل ” لا تقلقي يا تونس .. فالجزائريون قادمون ” و ” تونس في القلب ” كما أكدوا عزمهم على «غزو تونس» بعد انقضاء شهر رمضان  برا وبحرا وجوًا لنصرة تونس وإنقاذ موسمها السياحي واقتصادها الذي حاول الارهابيون تقويضه.
والامر ليس بغريب على الشعب الجزائري ، فاستقراء التاريخ يؤكد أن دماء الشعبين اختلطت في أحداث ساقية سيدي يوسف في ٨ فيفري ١٩٥٨ لتكون شاهدة على حلقة من حلقات البطولة على مر العصور .
حملة التضامن الجزائرية قوبلت بردود فعل إيجابية تكذب كل ما تردد من إشاعات حول العلاقات المتوترة بين البلدين في الفترة الاخيرة ، بسبب مواقف الحكومة التونسية وقراراتها خاصة بعد زيارة الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي الى أمريكا .
ومهما يكن من أمر ، فحملة التضامن هذه شعبية عفوية بامتياز . وهي تعكس وحدة التاريخ والمصير للشعبين بعيدا عن الحكومات التي تختلف وتتفق . ومثل هذه الأحداث الاليمة هي  درس من دروس تلاحم الشعوب العربية ذات التاريخ المشترك والمصير المشترك حتى وان اختلفت الإرادة السياسية .
قصة الاخوة بين الجارتين تونس والجزائر قصة قديمة كتبها التاريخ . ومثلما دحضت هذه القصة الاستعمار الفرنسي ستدحض الاٍرهاب  والتطرف والفكر التكفيري  .
إن الحدود والحواجز لم تفصل يوما بين الشعبين ، والجزائريون تعودوا أن يقضوا عطلتهم الصيفية في تونس كما تعودت تونس على احتضانهم . الا أن العدد المتوقع لهذه الصائفة قد يتجاوز المعدلات العادية .
إن أمن تونس مرتبط بمدى التنسيق مع الجزائر بسبب خبرتها في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية . ولا غرابة أن تنشر الجزائر ما يقارب ١٢ الف عسكري على طول الحدود مع تونس رافعة التأهب الى حالاته القصوى لتعقب الإرهابيين ومساعدة تونس .
فالإرهاب ليس حالة تونسية وإنما خطر يهدد أمن كل الدول ومكافحته أصبحت مبحثا عالميا مشتركا ومصلحة دولية لجميع الامم والبلدان .