- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحكومة التونسية تعتذر لمشتبه به

IMG_0194

يكيلون الضرب والشتم لمنذر رزق

ألفة قدارة – (خاص)

حظه العاثر جعله يكون في المكان السيء في الوقت السيء. هو مواطن تونسي يدعى منذر رزق شاءت الصدف أن ترصده طائرات مراقبة بعد الحادثة الإرهابية التي شهدتها مدينة سوسة التونسية فتم القبض عليه.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية التونسية  بل العالمية صورة له  وهو قي قبضة المواطنين الذين يكيلون له الضرب والشتم بأنواعهما.
يبدو أن تواجد هذا المواطن في مكان غير بعيد عن الحادث ، أثار بعض الشكوك كما يبدو أن شكله أحال على صورة نمطية للارهابي في المخيلة الجماعية .
هذا المدان الذي لم ينتظر الحاضرون ثبوت التهمة عليه أو إثبات براءته ليس الا خريج المعهد العالي للرياضة ، لكن شهادته الجامعية العليا لم تسعفه في الحصول على وظيفة فاضطر الى النزوح من سيدي بوزيد الى مدينة سوسة الساحلية بحثا عن عمل يسد الرمق في حضائرها . وقبل بالآجر الزهيد ثمنا لجهده مقابل حفظ كرامة عائلته .
وبعد التحقيق ثبتت براءة المتهم ، فهو لا ينتمي الى العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم الغادر . وفي حملة تضامن واسعة ، طالب العديد من المواطنين برد الاعتبار لهذا الشاب الجامعي والاعتذار له ولملمة جراح تركها بطش أجهزة القمع والبوليس وقمع المواطنين.
وزير الشباب والرياضة التونسي استقبل هذا الشاب  بمقر الوزارة ليقدم اعتذارات رسمية له عن ردود الأفعال المتسرعة لعدد من المواطنين نتيجة الصدمة والذهول من هول الحادثة الإرهابية .
وحرصا على رد الاعتبار لمنذر رزق  وعائلته المتكونة من زوجة متخرّجة “اختصاص فرنسية” وعاطلة هي الأخرى عن العمل وطفل، أذن الوزير  بانتدابه كمتعاقد في خطة مؤطر بمركز ألعاب القوى بسيدي بوزيد، مسقط رأسه، وذلك بطلب من المعني بالأمر.
ان مقاومة الاٍرهاب حق بل واجب ، لكن الامر لا يجب أن يقودنا الى البطش واستباحة كرامة الناس وعزتهم . لان ذلك قد يشجع على الاقتتال الداخلي باسم مقاومة الاٍرهاب . فليتنا نبتعد عن تنميط الصور لان الإرهابي ليس بالضرورة بسيط الثياب ، او ملتحيا او يلبس جِلْبابا.
إن حصر الاٍرهاب في ظواهر شكلية لباسية وخلق صور نمطية للارهابي هي  أشد خطورة من الاٍرهاب نفسه . ولنا في منفذ مجزرة سوسة عبرة ودرس ، فالشاب كان غير ملتح ولا يرتدي ما يشير الى الصورة النمطية الرائجة ..
إن الحرب الحقيقية ليست فقط حربا على الاٍرهاب بل هي في ايضا حرب على عقلية  ترى أن الشكل هو صانع الانسان  لا العكس .