- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

انزلاق الأزمة السورية نحو عتبة التهدئة…بعيداً عن داعش

Capture d’écran 2015-07-03 à 12.04.38باريس – بسّام الطيارة (خاص)

شهدت الأيام والأسابيع الماضية ارتسام ملامح تغيّر  في التعاطي مع  الأزمة السورية. فهل هذا نابع من سير المفاوضات حول النووي الإيراني قدماً في أفق إيجابي؟ أم أن الأعمال الإرهابية التي غطت بقعاً عديدة منتشرة حول العالم في الأسابيع الماضية تدفع نحو تبريد التعاطي مع النظام السوري؟
بدأ هذا التغيير بسيطاً في البداية عبر تسريبات عن «مكالمات هاتفية» بين جون كيري وسرغي لافروف تطرقت إلى الملف السوري رغم هامشيته بالنسبة للتوتر الذي يحصل بين الغرب وروسيا حول الأوكرانيا. وانتقل التغيير نحو فيه الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما ليلفظ بضعة كلمات حول الإرهاب من دون ذكر بشار الأسد ولا ذكر النظام السوري.
ثم طار ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا ليقابل بوتين لتأتي بعدها تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والدعوة لـ«حلف دولي ضد الإرهاب يضم إلى جانب سوريا تركيا والسعودية… ومصر».
من موسكو إلى باريس انتقلت رعشة التغيير حين رد لوران فابيوس على سؤال حول سوريا بالقول «لا يجود إلا حل سياسي» واستطرد «حل يجمع الفريقين» ومن دون تردد تابع «لنكن واقعيين فريقين يعني النظام والمعارضة السورية». انتظر الصحفيون الملتفين حول فابيوس ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن يصحح ويكمل هذا الأخير جواب فابيوس بترديد كليشيه «أن لا دورا لبشار» أو ذكر بيان جنيف، إلا أن شييئاً من هذا لم يحصل. وهذا مؤشر كبير إذ أن باريس كانت حاملة مبدأ عدم القبول ببشار الأسد في أي صورة لأي حل مطروح وكان الجملة-الشعار المرددة دائما في فيه فابيوس «لا دور لبشار في مستقبل سوريا».
آخر الغيث كانت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من القاهرة الذي أكد فيه رغبته بالتواصل مع المسؤولين السوريين والتذكير بأنها عضو مؤسس في الجامعة.
أعقبت سلسلة التصريحات هذه زيارة  وزير الخارجية وليد المعلم إلى موسكو حيث وقف مبتسما وكأنه ينهي ويمحي كل ما كُتِبَ عن «برودة روسية تجاه النظام السوري» وهو يستمع إلى دعم لافروف العلني للحكومة السورية.
وفي نفس السياق يؤكد مسؤول إيراني كبير بأنه «أياً كان سير ركاب المفاوضات النووية فهو لا يؤثر على العلاقة المتينة التي تربط بين طهران ودمشق». وأعاد المسؤول الإيراني التذكير بأن «سوريا وقفت إلى جانب إيران خلال ثماني سنوات حرب الخليج الأولى» وأن بلاده لن تتخلى عن الحكومة الشرعية السورية.
إن يدل هذا التغيير على شيء هو الخوف الأممي من انتشار الإرهاب الإسلامي القادم من بطني سوريا والعراق. الخوف من أن تتمدد النار الإرهابية في هشيم الدول التي تعرف الفوضى (سوريا العراق اليمن ليبيا والصومال) وتنتقل إلى الدول التي كانت تبدو بعيدة عن أتونها (مصر والكويت والبحرين والسعودية والمغرب والقوقاز وحتى تركيا) وزيادة في نوعية الأخطار التي تتهدد أوروبا (فرنسا وبلجيكا والدنمارك مؤخراً ولربما بريطانيا المهددة). هذا التمدد الإرهابي يذهب في اتجاه التحذيرات التي لم تكف الحكومة السورية عن الإشارة إليها والتلويح بخطرها.

لم يعد السؤال ما إذا كان ذلك من باب الدفاع عن النظام أم من باب المبالغة. فقدوصل الأمر يهذا الخطر إلى الدفع نحو تناسي سبب وأسباب ومسببات الفوضي والحرب الأهلية في العراق وسوريا وليبيا واليمن. باتت ذكرى الربيع العربي والمطالبات بالديموقراطية وراء ظهر ضغط الواقع الإرهابي الذي يغطي العالم.