- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سفير نصف لبنان في باريس

BT 2015نقطة على السطر
بسّام الطيارة
شؤون لبنانية: من هو  ايمانويل بون؟ «فقط نصف الصحفيين اللبنانيين العاملين في فرنسا» يجب أن يلتقوا ويعرفوا من هو إيمانويل بون.
هكذا قرر القائم بالأعمال في سفارة لبنان غدي خوري، بمناسبة حفلة في السفارة اللبنانية في باريس لسفير فرنسا الجديد الذي سيحل محل باتريس باولي، اذ انه دعا قسما من الصحفيين اللبنانيين واقصى القسم الآخر، وفق معايير مبهمة ومنها الشخصية.
خطورة قرار خوري القائم بالأعمال ليس استبعاد صحفياً من هنا وصحفياً من هناك لاقتصاد المصاريف أو بسبب ضيق الوقت. الخطورة تكمن في أن انتقاء الصحفيين جاء ليحاكي الانقسام الذي يشهده لبنان.
إذ رغم أن السفير الجديد يتقن اللغة العربية ويعرف الطبقة السياسية اللبنانية والوضع في بلاد الأرز جيداً، كونه كان مسؤولاً عن الملف في كمستشار لفرانسوا هولاند في الإليزيه، إلا أن لقاءه مع «نصف لبنان» يترك له انطباعاً بأن «النصف الآخر من لبنان» إما يجافيه، أو هو على أقل تقدير لا يكن احتراماً مهنياً لسفير فرنسا الجديد يحمله على الانتقال للقاءه في كنف سفارة بلاده في العاصمة الفرنسية.
وهذا الانطباع الذي سيحمله معه بون إلى لبنان سينعكس شاء أم أبى على نظرته للوضع اللبناني.
ما فعله غدي خوري يأتي في سياق «ركاكة الديبلوماسية اللبنانية» التي هي انعكاس تمام للوضع الانقسامي في لبنان. فالممسك بمفاتيح سفارة لبنان في بلد ما، يتصرف حسب أهواءه هو شخصياً من دون أي اعتبار للوضع اللبناني والقواعد التعاطي مع الاعلام اللبنااني في الخارج، وتكون تصرفاته مرآة لما يحصل في لبنان: والحاصل اليوم، لا يغيب عن أحد، هو انقسام عرضي كبير.
نرى ذلك ليس فقط في فرنسا ولكن أيضاً في أفريقيا وفي أميركا اللاتينية وفي اسيا وكل دول العالم. السفير اللبناني في العالم، ومع الأسف، يمثل فريقه دائماً ولا يستطيع أن يترجم كلمة مواطنة التي يخبرها يومياً في البلاد المتقدمة، إلى لغة العمل الديبلوماسي اللبناني.
لا يدرك هؤلاء الديبلوماسيون أن المستمع اليهم والعارف ببطون الأمور اللبنانية، يبتسم لهم وهو ينظر إلى مدعويهم الذين يمثلون نصف لبنان، يبتسم ديبلوماسياً متحسساً نقاط ضعف هذا البلد عبر السفير الداعي المبتسم أيضاً له.