ماذا حصل بين الرئيس الموريتاني محمد ولدعبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال زيارة الأخير إلى نواكشوط قبل يومين؟ الزيارة انتهت باشتباك دبلوماسي وبروتوكولي بعدما قطع أمير قطر زيارته وغادر البلاد بعد ساعات من وصوله إليها، بعدما كان استقبل بحفاوة كبرى تتناقض مع وداعه غير الرسمي بعيداً عن الإعلام.
تقول مصادر مقربة من القصر الرئاسي في نواكشط إنه بعد توقيع حزمة من اتفاقات التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، برزت خلافات سياسية بين البلدين سرعان ما عكّر تصفو الزيارة.
وتقول مصادر موريتانية أن ولد عبدالعزيز ومساعديه اكتشفوا أن الاتفاقيات الاقتصادية لم تكن الدافع الوحيد لزيارة أمير قطر لبلدهم، سيما أنّ بين البلدين عوائق سياسية في مقدمتها إيواء الدوحة للرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولدالطايع.
وكان البلدان متفقين على وجود تباين في السياسات الخارجية في مايتعلق بالملف الليبي والسوري والدور الذي تلعبه الدوحة في دعم في حملة الأطلسي ضدّ ليبيا، التي عارضتها موريتانيا. وكان ولد عبدالعزيز من ضمن القادة الأفارقة الذين عملوا حتى اللحظات الأخيرة من أجل إيجاد تسوية بين القذافي والثوار. وبالنسبة إلى سوريا، فإن نواكشوط تقربت من المحورالسوري ــــ ـالإيراني بعدما قطعت علاقاتها مع إسرائيل ووضعت حداً لسيالسة التطبيع التي كانت قائمة في عهد ولد الطايع.
إلا أن ما أثار حفيظة السلطات الموريتانية هو فتح ملف السياسة الداخلية المورتانية من قبل الأمير الذي طالب بالانفتاح على زعيم التيار الإسلامي محمد الحسن ولد الددو. ويقال إن ولد عبدالعزيز قطع الحديث فجأة عندما تطرق الشيخ حمد بن خليفة لموضوع السياسة الداخلية وضرورة إجراء «إصلاحات ديموقراطية»، واكتفى بإرسال وزير خارجيته إلى المطار لتوديع الأمير الذي قطع زيارته.