- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نصيحة لحزب الله: فك ارتباطك بالجنرال عون

BT 2015نقطة على السطر
بسّام الطيارة
من «محاسن» الربيع العربي أنه قضى على كل بقايا الممارسات الديموقراطية المندثرة هنا وهناك في بعض الدول العربية ومنها لبنان. تمخض الربيع العربي عن داعش و«تحول داعشي» في الأفكار ووطرق التعامل بين الطواقم السياسية وفي مناسبات عديدة بين الأفراد، ويعمل عديدون على دعم هذا التوجه الداعشي.
بلاد الأرز كانت تحاول الخروج من فترة نقاهة الحرب الأهلية فجاءت هذه التحولات لترميها سنوات وسنوات إلى الوراء. وفي لبنان، وبشكل خاص، فإن كل عودة إلى الوراء تعني قبل كل شيء الحك على وتر الطائفية الكريهة الخطرة واللعب بنارها.
شهد مجلس الوزراء اللبناني بالأمس مشهداً هو بعيد جداً عن الديموقراطية وعن أصولها، مشهد هو أقرب لما يمكن أن نراه في زواريب العصابات: تكتل سياسي وازن في لبنان أعلن عن رغبته في «مشكل» عشية جلسة مجلس الوزراء، وأرسل وزيره لينفذ هذا المشكل تحت عنوان «إما أن يحصل ما نريد إما الخراب».
كان يمكن للمشكل-المطلب أن يظل في إطار السياسة لولا أن التيار العوني ألبس هذا المطلب رداءاً طائفياً رديئاً. يتحدث التيار العوني عن «الحداثة والعلمانية وإصلاح الدولة» فيما كل رجالاته لا يتحدثون إلا عن الطائفة والطائفية ومكاسب الطائفة.
وزير الخارجية جبران باسيل، الغني عن التعريف بتصرفاته، وضع المسيحيين في وعاء واحد: يتكلم باسمهم مصدقاً أنه وعمه الجنرال ومعهما التيار يتحدثون باسم «كل المسيحيين» وهو ليس الواقع. ولكن الارتدادات الطائفية ستكون على كل المسيحيين وللأسف. وهذا ما يصفق له داعش.
لم يكتف عون وباسيل والتيار العوني بجرجرة المسيحيين إلى المشكل ولكنهم جرجروا معهم الطائفة الشيعية بحكم تحالفهم مع «حزب الله». وهذا ما يروق جداً لـ داعش.
هكذا، وبهدف كسب سياسي أمام الخصم المسيحي المتمثل بالقوات اللبناني وصولاً لوضع «أفراد العائلة» في مراكز سياسية عليا (عون للرئاسة وروكز لقيادة الجيش وجبران على منصة الإطلاق لرئاسة جمهورية بعد حين)، يضع التيار العوني المسيحيين ومعهم الشيعة في مواجهة السنة في لبنان. وهذا جل ما يطلبه داعش.
يطرح هذا سؤالاً موجها لحزب الله: إلى متى هذا الحلف الغريب مع الجنرال عون؟
يدفع الحزب الشيعي «المقاوم» الكثير من رصيده في حربه خارج الحدود (في الشارع السني بشكل خاص، ولكن أيضاً في الشارع الشيعي) بسبب ما يسميه «سوء فهم» معارضيه في لبنان لما يحدث في سوريا. لنعتبر أن الأمر كذلك. ولكن هل يتحمل حزب الله إشعال أتون المذهبية بين السنة والشيعة (حيث النار تحت الرماد والنفخ آت من داعش الواقف وراء الحدود) إرضاء لأهواء الجنرال؟ هل يريد الحزب حرباً مذهبية يوقدها التيار العوني وراء ظهره؟
نصيحة لحزب الله: فك ارتباطك بحزب طائفي. يكفي ما خسرته حتى الآن بتحول قسم كبير من مؤيدي المقاومة وفي مقدمتهم عدد متزايد من الشيعة الذين لا يريدون ولا يحبذون التأجيج الطائفي الذي يوقده الجنرال وتياره والموجه نحو مواطنيهم السنة.