- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جنبلاط: القاعدة وبعض المسؤولين في لبنان “غبّ الطلب”

أطلق رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، في حديثه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي»، الأحد، مجموعة من المواقف حيال الأوضاع في لبنان وسوريا، معززاً من تموضعه الجديد بعيداً عن قوى الثامن من آذار، ولا سيما من خلال الانتقادات الحادة التي وجهها على خلفية السجال الدائر حول وجود عناصر من تنظيم القاعدة في لبنان.
ورأى جنبلاط أنه «أصبح بإمكان الطبقة السياسيّة اللبنانيّة الركون الى مصطلح جديد تستطيع أن تستخدمه في أدبيات الحياة السياسيّة اليوميّة، وأن تستغله وفقاً لما يتطابق مع مصالحها ومواقفها وهو مسمّى «تنظيم القاعدة»، الذي بات جاهزاً غب الطلب، يُسحب من الدرج عند الحاجة. وها هو إستخدامه في هذه المرحلة يزدهر بعد أن نُفض عنه الغبار من قبل مرجعيّات رسميّة وأمنيّة هي بحد ذاتها تعمل غب الطلب”، في انتقاد غير مباشر لوزير الدفاع فايز غضن الذي تحدث الشهر الماضي عن وجود عناصر من تنظيم القاعدة في لبنان وتتسلل إلى سوريا، ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد ولا سيما أن تصريحاته أعقبها تسجيل اول تفجير انتحاري في دمشق سارعت السلطات السورية إلى اتهام عناصر من القاعدة بالوقوف وراءه.
وأشار جنبلاط إلى أنه “عند مقتل أحد أبرز مؤسسي تنظيم «القاعدة»، أسامه بن لادن، ظن العالم أن الفرائص سترتعد إنتقاماً لمقتله، وأن «القاعديين» سوف يملأون الساحات عبثاً، فلم يحدث شيء في كل العواصم. وبعد الانسحاب العسكري الأميركي، قيل إن «القاعدة» إنقضت على أحياء فقراء من مذهب واحد لتحصد المئات من القتلى الأبرياء وتأجيج الخلافات الطائفيّة والمذهبية، وإنجرّت للأسف الى ذلك بعض القوى السياسيّة العراقيّة التي، عوض أن تدعو الى مصالحة وطنيّة وتكرّس الصيغة الديموقراطيّة المتنوعة والفدراليّة في إطار الوحدة العراقيّة، وكأن هناك قوى داخليّة وخارجيّة تريد إستمرار العراق في حالة ممزقة بدل أن يستعيد موقعه العربي والاقليمي ويستفيد من ثرواته”.
وأضاف أن في لبنان «القاعدة أيضاً غب الطلب، لأن بعض المسؤولين السياسيين أو الأمنيين هم بدروهم، على ما يبدو غب الطلب، فهم لم يتوانوا عن إلصاق تهمة الارهاب بحق بلدة لبنانية عربية عريقة هي عرسال التي تقع في وسط منطقة مناضلة ومحرومة تاريخياً»، لافتاً إلى أن “غباء هؤلاء لم يسمح لهم أن يقدروا حساسيّة المواقف التي أطلقوها ومفاعيلها السلبيّة على البلدة ذاتها ومحيطها الجغرافي طبقاً للمعطيات المذهبيّة المعروفة في لبنان”.
كما شدد على أن “مسألة تنظيم القاعدة، إذا وُجدت، لا تُعالج في وسائل الاعلام والمناظرات التلفزيونيّة والتراشق الاعلامي، بل في القنوات الرسميّة المختصة”.
من جهةٍ ثانية، تطرق جنبلاط إلى تطورات الأوضاع في سوريا، موضحاً أنه “بعد البيان الختامي للجنة الوزارية العربيّة والمواقف التي صدرت بعدها، فإنها أكدت موقفنا السابق بأن حركة الشعوب لا تعود الى الوراء، ولن تعود الى الوراء”.
واعتبر أن “الأهم من الضياع في تفاصيل وغياهب الأمور الأمنيّة هو التأكيد على الحل السياسي الجذري الذي تبنّته جامعة الدول العربيّة التي يقوم أمينها العام نبيل العربي بعمل هام ومسعى جدي لمحاولة معالجة هذه الأزمة المتفاقمة التي يتم النتاحر عليها من قبل محاور إقليميّة ودوليّة”.
وبعدما أكد «تطلعه إلى الوقت الذي تصبح فيه الجامعة العربيّة تمثل الشعوب العربيّة الحرة، مع الاكتمال المرتقب لدورة الثورات العربيّة»، أعرب الزعيم الدرزي عن أمله “أن تُلبى طموحات كافة الشعوب العربيّة بالمساواة والحريّة والديموقراطية والتنوع وحقوق المرأة بعيداً عن حسابات بعض الأنظمة”.
وتوجه جنبلاط «الى المناضلة منتهى الأطرش، ومن خلالها الى الناشطات والناشطين السوريين، بتحية كبيرة على نضالهم السياسي السلمي لتحصيل حقوقهم الوطنيّة المشروعة»، معتذراً عن «التأخر في اللحاق بركب التغيير»، متمنياً «إنتهاء هذه الأزمة في سوريا في أسرع وقت ممكن لتخرج أمامنا سوريا جديدة حرة، ديمقراطيّة متنوعة»، وذلك بعد أن وصفت ابنة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي العام 1925، دعوة جنبلاط قبل أيام دروز سوريا لـ«الإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري»، بأنه «جيد جداً لكنه متأخر»، مطالِبةً جنبلاط بـ”وضع حد لتصرفات الوزير السابق وئام وهاب الذي يوزّع السلاح على الناس ويدفع المال لهم”.