- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اليونانيون: الاتفاق هو “البؤس والذل والعبودية”

بدأ اليونانيون الاثنين بالاستعداد لمواجهة تأثير الشروط القاسية التي ستنجم عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه حول خطة المساعدة الثالثة للبلاد في غضون خمس سنوات، والذي رفضه البعض فيما اعتبره آخرون ضروريا للبقاء في منطقة اليورو.

ووصف هارالامبوس روليسكوس، الاقتصادي البالغ من العمر 60 عاما، الاتفاق بـ”البؤس والذل والعبودية”.

من جهتها، اعتبرت كاتيرينا كاتسابا (52 عاما)، وهي عاملة في شركة ادوية “انا لست مع هذه الصفقة. وانا اعلم انهم (دائنو منطقة اليورو) يحاولون ابتزازنا”.

لكن كاتسابا اضافت “انا اثق برئيس وزرائنا، والقرارات التي سيتخذها ستكون لفائدتنا كلنا”.

وتوصلت دول منطقة اليورو الـ19 بعد 17 ساعة من المفاوضات الشاقة الى طلب اصلاحات صارمة من اليونان في مقابل خطة انقاذ على مدى ثلاث سنوات بقيمة 86 مليار يورو (96 مليار دولار)ومن دون هذه الخطة، فان اقتصاد البلاد سيواجه الانهيار.

وسيكون على رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس ان يسارع الى اتخاذ تدابير رئيسية عبر البرلمان بزيادة الضرائب واصلاح المعاشات التقاعدية، وانشاء صندوق لسداد الديون.

وشكك العديد من اليونانيين في ان تؤدي الصفقة الى اي تحسن في حياتهم.

وقال ليفتيريس بابوليديس، الذي يملك شركة لخدمات المواعدة، “كان من الافضل الا يكون هناك اتفاق بدلا من الذي تم التوصل اليه، لانه بالتأكيد سيكون اسوأ في السنوات المقبلة”.

وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 35 عاما “كنت افضل حصول شيء آخر، كالخروج من منطقة اليورو، حيث كنا سنتضور جوعا في البداية ولكن سنتعامل مع الامر بانفسنا”.

يوافق الياس، الموظف الحكومي البالغ من العمر 26 عاما، على هذا الطرح.

وقال ان “المهم هو ان تكون البلاد افضل حالا، وليس البقاء في اوروبا من عدمه، هذا آخر شيء نفكر فيه”.

واضاف “لو بقينا في اوروبا وانتقلت احوال البلاد من سيء الى اسوأ، فلا شيء ايجابيا في ذلك”.

ومن بين التدابير المطلوبة التي من شأنها ان تؤثر بشكل مباشر على المواطنين، مسالة فتح المحلات ايام الآحاد، والانفتاح على ملكية الصيدليات والمهن المغلقة مثل النقل عبر العبارات في البحر.

وقالت ميلينا بيتروبولو (41 عاما)، وهي مديرة احد محال بيع الالبسة النسائية، “اعتقد ان شروط الانقاذ المتفق عليها ستجعل حياتنا صعبة للغاية. ولكن انا اتفق مع فكرة ان نفتح الاحد، هذا القرار يعطي وقتا لاولئك الذين يعملون كل الاسبوع لشراء منتجاتنا”.

جيانا جيورجاكوبولو (43 عاما)، وهي مديرة في متجر للمجوهرات، رحبت بالاتفاق، لكنها اعتبرت انه “قد لا يكون لدينا اي خيار سوى ان نفتح ايام الآحاد، لكن هذا لن يعني اننا سنكون سعداء بذلك. الجميع يعتقد ان اليونانيين كسالى، لكننا نعمل بجد. ومع ذهاب يوم الاحد، متى يفترض ان نستريح؟”.

من جهة اخرى، استخدم آخرون في البلاد وفي دول اخرى اعضاء في الاتحاد الاوروبي موقع تويتر للتعبير عن غضبهم من الاتفاق، وانتقدوا البلطجة الالمانية لليونان.

وانتشر هاشتاغ “هذا انقلاب” على نطاق واسع في اليونان وفرنسا والمانيا وبريطانيا، اعتبر المغردون من خلاله انه تم تجريد اليونان من سيادتها المالية الفعالة.

وغرد كوستاس كايناكيس، الذي يعرف عن نفسه بانه استاذ في مادة التسويق في اثينا، “المانيا تدمر اوروبا مرة أخرى”.

من جهته رأى البريطاني الان سكيرات، وهو جندي متقاعد ومدرس سابق، ان “ما عجز الالمان عن القيام به بدباباتهم يحاولون فعله عبر المصارف، هذه محاولة لسرقة الاصول اليونانية، على البريطانيين ان يصوتوا للخروج”.

اما المعلقون البارزون امثال بول كروغمان، الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل والذي يكتب لصحيفة نيويورك تايمز الاميركية، فقد ساعدوا على اعطاء زخم للهاشتاغ.

وكتب كروغمان ان “هاشتاغ +هذا انقلاب+ المنتشر صحيح تماما. يتجاوز القساوة الى الانتقام الفج والتدمير الكامل للسيادة الوطنية، ولا امل في التعافي”.