- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فتح – حماس: مصالحة بلا متصالحين

غزة ــ سناء كمال
تسود حالة من التوتر بين حركتي “فتح” و”حماس” الفلسطينيتين، خصوصاً بعد منع الثانية لوفد من الأولى دخول قطاع غزة، وهو ما دعا “فتح” إلى استنكار واستهجان هذا المنع واعتباره مؤشرا واضحا على عدم جدية “حماس” بتحقيق المصالحة.
وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، نبيل شعث، أن عددا من قيادات حركة “حماس” أكد له خلال اجتماعه معهم أنه “ما زالت هناك جيوب داخل الحركة في قطاع غزة لا تريد للوحدة الوطنية ان تتحقق”.
وقال شعث في تصريحات له: “إن القيادة الفلسطينية مصممة على الاستمرار في المصالحة رغم تصرف بعض الأطراف للتخريب عليه”، مضيفاً “الوطن لا يتحمل منع قيادات من فتح او مواطنين من دخول وطنهم”، في اشارة الى ما تصرف به مسلحون تابعون لحركة “حماس” قرب معبر غزة.
وتساءل: “كيف يطالب بمنح المواطن جواز السفر ويمنع من دخول وطنه”، مؤكداً أن محادثات مع الفصائل الفلسطينية كانت “إيجابية”، وأنه شعر بـ”إصرار على المضي قدما إلى المصالحة من وحدة وديمقراطية تتوج في الانتخابات التشريعية والرئاسية وفي منظمة التحرير”.
أما القيادي في “حماس” محمود الزهار، فيرى أن تصعيد “فتح” للخلاف مع حركته “مفتعل” ويضر بالمصالحة، موضحا أن قدوم وفدها لغزة كان “توقيته خاطئاً”. وأشار إلى أن “الوفد الفتحاوي قدم يوم الجمعة وفي وقت الصلاة ومن دون تنسيق مع أحد”، معتبرا أن ذلك “إشارة واضحة إلى نية مبيتة لافتعال التوتر”. وقال: “لا نستطيع إقناع الشعب الفلسطيني بأن هناك مصالحة جادة في ظل هذه الأجواء غير الملائمة”.
وحول ما ستقدمه “حماس” لتنفيذ المصالحة تطبيقا للمهلة التي منحت للحركتين من لجنة الحريات حتى 15 يناير/ كانون الثاني الجاري لإثبات حسن النوايا، قال قيادي “حماس” “إن حركته ستقدم خطوة مقابل الخطوة المقدمة من “فتح” ولن تزيد.
وفيما يتعلق بالانتخابات المقبلة والمقررة في أيار/ مايو القادم، استبعد الزهار تحقيقها في ظل وجود حكومتين في الضفة وقطاع غزة.
وكانت حركة “فتح” قد دعت “حماس” إلى الاعتذار عن منع وفدها من الدخول لغزة، وهو ما رفضته الأخيرة التي اتهمت أحد قيادات “فتح” بسب الذات الإلهية وطلبت محاكمته على ذلك.
ويرى مواطنون أن المصالحة تحتاج إلى “متصالحين” يؤمنون بالفعل لا بالقول فقط. ويقول محمد العجرمي: “كثيرا نسمع بالمصالحة بين “فتح” و”حماس” ولكننا لا نؤمن بما يدعي قادة كلا الحركتين، فلو كانوا يريدون المصالحة لما أبقوا على الانقسام حتى يومنا هذا”. مشيراً الى أنه لا يتابع أخبار المصالحة كما يتابع أحداث سوريا التي يعتبرها “مثيرة لاهتمامه أكثر منها”، لشعوره بالأسى الذي يمر به الشعب السوري من “ظلم وقهر ومذابح جماعية على أيدي النظام السوري”.
ويشعر العجرمي بالأسى لما يؤول إليه الوضع الفلسطيني، على الرغم من انتظاره بفائق الصبر لوحدة شطري الوطن، غير أنه يرى أن “المستفيدين من الانقسام لا يريدون نجاح الجهود المبذولة لتوحيد شطري الوطن”. ويحمّل العجرمي “الشرفاء من الحركتين” مسؤولية الفشل المتكرر، لأنهم “يعلمون من المتسبب بإفشال أي محاولات ربما تبدو قريبة من تحقيق الحلم الفلسطيني، ولأنهم غير قادرين على تصفيتهم تنظيميا، أو الحد من نفوذهم في اتخاذ القرار”.
وترى المواطنة أمينة العبد أن “حماس” مستفيدة من سيطرتها على غزة والتحكم بالمواطنين وشؤون حياتهم، وتحصل على الدعم الخارجي والداخلي من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، فهي “غير معنية بالمصالحة التي ينادي بها الشعب”. وتقول: “حين نستمع لتصريحات وزراء وقيادات “حماس” نشعر بأنهم يعيشون في بلد غير التي نعيش فيها، فهم يصورون للعالم بأن غزة لا تعاني أمنيا ولا اقتصاديا، وأن المواطنين يعيشون بكامل حريتهم، لا يلتفتون إلى كم البطالة الذي يعاني منه أغلب السكان بالقطاع”.
وعن اتهام الحركتين لبعضهما البعض بإفشال المصالحة، ترد أمينة: “المصالحة التي يتحدثون عنها لا تخرج عن نطاق طلب الدعم من العالم، وإبقاء غزة في يد “حماس” والضفة في يد “فتح”، واستمرار الاعتقالات السياسية وبالتالي المصالحة هي ادعاء إعلامي للحركتين معا”.
وكانت الحركتان اتفقتا على البدء بتنفيذ بنود المصالحة التي تم الاتفاق عليها في القاهرة بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل، حيث تم تشكيل لجان تقوم بالتنفيذ بعد عدة لقاءات بين الحركتين في غزة، وتباشر لجنة الحريات العامة بعملها لإثبات حسن نوايا الحركتين.