- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الاتفاق النووي في مرآة المصفقين العرب

BT 2015نقطة على السطر
بسّام الطيارة
جنب التوصل إلى اتفاق حول النووي الإيراني حملة عسكرية جديدة في المنطقة. رغم كل ما قيل عن «تنازلات إيرانية» إلا أن طهران ربحت ما هو أهم من القنبلة النووية، التي كما قال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، في حال استعمالها «ما أن تطلق وترتفع أمتار عن الأرض حتى يتم محو القوة العسكرية الإيرانية ومعها مناطق واسعة من البلاد»، ربحت إيران اعترافاً دولياً بقدراتها التقنية وأهم من ذلك فهي حافظت على فريقها العلمي أي معرفة التقنية النووية المتقدمة، وجنبت بلادها خراب حرب واسعة كانت ستخسرها أيا كانت الرهانات وتعيدها عقوداً إلى الوراء.
هذا ما لم يستطع عراق صدام حسين أن يفعله، فركب رأسه وخرب العراق ومعه الأمة العربية.
هذا الدرس يجب أن يتم تلقينه للعرب وبشكل خاص لمؤيدي إيران بين المواطنين العرب، وبشكل خاص الشيعة منهم (للأسف وقد بات الحديث عن المذهب لازمة لا تفارق الحديث السياسي في عالمنا العربي… وللأسف مرة ثانية).
فإلى جانب التصفيق والزهو بتوقيع الاتفاق النووي، يجب الالتفات نحو النفس وتمحيص الأخطاء التي ارتكبها العرب وحكامهم والتي لم ترتكبها إيران وحكامها.
أول أخطاء العرب كانت، ولا تزال، المكابرة وعدم تقدير قوته الذاتية وقدرته على خوض صراع. وهذا الخطأ الكبير نابع من الخطأ الثاني عدم تولية العلم والتعليم والنمو التقني الأولوية الضرورية لتقوية «مقاومة» الضغوط الخارجية. الخطأ الثالث وهو وليدة الخطأين الأولين هو عدم القدرة على التفاوض والاكتفاء بالغوص في طوباوية «الحقوق» وتصديق مقولة حقوق الإنسان في التعامل لحفظ مصالح الدول. فالتفاوض علم وليس فناً موروثاً (يوجد فرق كبير بين التفاوض السياسي لحماية مصالح بلد وبين حربقة المساومة لتخفيض سعر سجادة أو مجوهرة أو كيلو بطاطا).
فالتصفيق لهذا الاتفاق من دون وعي أخطاءنا نحن العرب يكون بمثابة غوص أكثر في رمال الجهل الذي أوصلنا إليها ما نحن به اليوم. إذا المطلوب أن يفتح هذا الاتفاق أعيننا نحن العرب على كيفية سوق مصالح بلادنا العربية في جوقة إدارة شؤون العالم.
أما الذين لم يصفقوا (ولن يصفقوا) فهم مدعوون لسؤال أنفسهم عما إذا كان تصرف حكامنا العرب، وخصوصاً الذين يدعوهم لعدم التصفيق، يمكن أن يخرج بلادنا العربية من واقعها المر.

إذا فليكن هذا الاتفاق مدخلاً للمصفقين ولرافضي التصفيق للعمل سوياً لنهضة هذه الأمة العربية لتواجه تحديات مصيرية.