- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بعد منع الكحول …تساؤلات حول استضافة قطر لكأس العالم

في خطوة لم يتوقعها الكثيرون، علقت الحكومة القطرية، في الأسابيع الأخيرة، بيع المشروبات الكحولية في لؤلؤة قطر، وهي جزيرة قريبة من العاصمة الدوحة، تحظى بشعبية بين المغتربين وتضم سلسلة من المطاعم العالمية.
مثل هذه القرارات، تمثل للمراقبين تحدياً صغيراً إنما مهماً لواحد من طموحات قطر، التي جذبت انتباه العالم من خلال الفوز بحقوق تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022، ومن خلال دعم وتمويل الثورة ضد العقيد الراحل معمر القذافي في ليبيا، والدور الفاعل الذي تلعبه في تطورات الأوضاع التي تمر فيها سوريا.
ويقول البعض ان هذا البلد الصغير في الشرق الأوسط “يجب أن يتغلب على عقبات ثقافية واجتماعية ضخمة، قبل أن يكون قادراً على استضافة كاس العالم لكرة القدم بعد 10 سنوات”.
في هذا السياق، اشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن جزءاً من الرؤية القطرية هي “تحويل الدوحة إلى مركز قيادة ثقافية ومالية ورياضية لمنافسة دبي المجاورة، التي تعتبر رائدة في مجال السياحة والتجارة في منطقة الشرق الأوسط”. وبالفعل، فقد وضعت قطر نفسها “جسراً بين الشرق والغرب، وتوددت بنجاح ليس فقط للجيش الاميركي، حيث قدمت مقراً للقيادة المركزية، بل أيضاً تواصلت مع الجامعات في الولايات المتحدة مثل “نورث وسترن” و”فيرجينيا كومنولث” لإنشاء فروع لها في الإمارة”.
وأثار حظر الكحول في قطر تساؤلات حول مدى السهولة التي يمكن أن تشكل فيها هذه الدولة صلة وصل بين الشرق والغرب. ولاحظت الصحيفة أن قطر تريد “الإبقاء على الثقافة العربية المحافظة المتجذرة في التقاليد الإسلامية”.
وفي الشهر الماضي، صدرت تعليمات للمطاعم في لؤلؤة قطر لوقف مبيعات الكحول حتى إشعار آخر، وفقاً لشخص مطلع على المسألة من الشركة المتحدة للتطوير التي أنشأت الجزيرة، مشيراً إلى أنه “لم تتم الإشارة إلى الاسباب التي أدت إلى هذا الحظر، أو كم من الوقت سيبقى الحظر جارياً”.
لكن العديد من السكان المحليين يعتقدون أن استهلاك الكحول في مطاعم لؤلؤة قطر، وحالات الصخب بين الأجانب المخمورين تشكل “إساءة لبعض القطريين”. وفي هذا السياق، يقول الكاتب القطري عبد العزيز آل محمود: “لا أرى سبباً للسماح باستهلاك الكحول في قطر. انه يؤثر سلباً على السكان المحليين الذين لا يرحبون بهذه الفكرة”.
ويشير المراقبون إلى “ارتفاع اعداد الرجال القطريين الذين يشربون الكحول في الحانات وهم يرتدون الزي الوطني (عباءة بيضاء)”، في حين تعلو الأصوات التي تعتبر أنه “من المحرمات في قطر رؤية شخص يرتدي الزي الوطني ويشرب الكحول”.
من جهته، يعتبر مدير الأبحاث في مركز بروكينغز الدوحة، شادي حامد، ان هناك عالمين متوازين يتعايشان في العالم العربي: مجتمع شبيه بالغرب، وتحديداً في دبي، ومجتمع آخر تقليدي في قطر، ويبدو أن العالمين في طريقهما إلى اشتباك قريب”. واضاف: “أعتقد ان هذه المسألة ستكون مصدرا للتوتر في المستقبل المنظور، ومن المرجح أن تزداد حدة”.
هذا وتراجعت الأعمال في المطاعم ذات النمط الغربي في لؤلؤة قطر منذ منع بيع الكحول. وقال مدير أحد المطاعم ان الحجوزات انخفضت بنسبة 60 ٪ تقريبا وتم إلغاء بعض حفلات عيد الميلاد.
لكن، وعلى الرغم من الحظر المفروض على جزيرة لؤلؤة قطر، إلا انه يمكن استهلاك الكحول في فنادق الدوحة الأخرى، حيث أن المقيمين لديهم ترخيص بشراء المشروبات الكحولية للاستهلاك في المنزل من متاجر مملوكة من قبل شركة الطيران الوطنية، “الخطوط الجوية القطرية”.
إلا أن القرار الأخير بالسماح بمبيعات لحوم الخنزير في الخطوط الجوية القطرية أثارت جدلاً أيضاً بين القطريين، وأدت إلى دعوات لمقاطعة الشركة على مواقع الشبكات الاجتماعية. ورفضت الخطوط الجوية القطرية التعليق على السبب الذي أدى إلى قيامها ببيع لحم الخنزير.
لعبت قطر، أحد أغنى دول العالم من حيث دخل الفرد، في الآونة الأخيرة دورا كبيرا في السياسة الإقليمية، وأصبحت لاعباً مؤثراً على نحو متزايد في محاولة لانهاء إراقة الدماء في سوريا.
غير أن التحديات الناجمة عن التحديث الذي تقوم به قطر، سيتم تضخيمها إلى حد كبير، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، والتي سوف تجتذب ما يقدر بـ 500 ألف من مشجعي كرة القدم. وسيسمح للمشجعين بشرب الكحول في مناطق محددة، وفقاً لمتحدث باسم اللجنة القطرية العليا.