وصل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى تونس قادما من مدينة نيس الفرنسية مساء أمس الأحد، يرافقه عدد من النواب الفرنسيين من حزب ” الجمهوريون”.
وتهدف زيارة ساركوزي، التي ستستغرق ثلاث أيام حسب الموقع التونسي ” بزنسنيوز” إلى “بعث رسالة تضامن للتونسيين”، خاصة بعد الاعتداءات الإرهابية التي عرفتها مدينة سوسة الساحلية في 29 حزيران/ يونيو الماضي والتي راح ضحيتها 39 سائحا أجنبيا، وقبلها الهجوم الذي استهدف متحف باردو في آذار/ مارس الماضي والذي قتل خلاله 21 شخصا.
وأكد إريك سيوتي، وهو نائب يميني في الجمعية الوطنية الفرنسية يرافق ساركوزي، أن ثلاثة ملفات ستكون في قلب المحادثات التي ستجمع نيكولا ساركوزي بالسلطات التونسية، وعلى رأسها الرئيس الباجي قائد السبسي، من بينها معضلة الإرهاب التي أصبحت تهدد تونس بقوة ومسألة الهجرة إضافة إلى الملف الاقتصادي.
في ما يتعلق بخطر الإرهاب، أكد النائب اليميني إريك سيوتي أنه ينبغي ” تقديم الدعم اللازم لتونس التي تحظى بموقع استراتيجي” في المنطقة حسب تعبيره، مضيفا أن ” تونس بلد صديق لفرنسا وهو مهدد بالتطرف الديني و يشكل هدفا بارزا لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وإثر لقائه بالرئيس التونسي اليوم الإثنين 20 حزيران/ يوليو، صرح نيكولا ساركوزي “إن تونس تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى دعمنا وإلى خطاباتنا وكلماتنا وإلى أفعال ملموسة”، مشيرا إلى أن” المعركة من أجل أمن تونس تعني المعركة من أجل أمن جميع الدول الحرة في العالم”.
بشأن المجال الاقتصادي، أكد الرئيس الفرنسي السابق أن “الأموال التي منحت لمساعدة اليونان أكثر بكثير من المساعدات المالية التي قدمت لتونس. فلو خصصنا 6 بالمائة فقط منها لنهضنا باقتصاد تونس”، موضحا أن “تدهور وازدهار هذا البلاد (تونس) يعني قطع الطريق أمام المهاجرين غير الشرعيين الذين يقصدون أووربا”. ودعا ساركوزي إلى تفعيل مشروع “الاتحاد من أجل المتوسط” الذي بادر بتأسيسه في نيس غداة وصوله إلى سدة الحكم في أيار/ مايو 2007.
وحيى ساركوزي الأشواط السياسية التي قطعتها تونس منذ انطلاق “الربيع العربي” الذي أدى إلى إبعاد الرئيس زين العابدين بن علي وحاشيته من الحكم. وقال في هذا الخصوص “إن البلد العربي الوحيد الذي خرج منتصرا من ثورة الربيع العربي هي تونس التي تعتبر نموذجا ديمقراطيا ناجحا”.
وعلقت الصحافة التونسية على زيارة نيكولا ساركوزي بغزارة، وتطرق موقع “بزنسنيوز” إلى خفايا هذه الزيارة. فأشار الصحافي نزار بهلول كاتب مقال عنوانه “ساركوزي غير المحبوب المرغوب؟ يبدأ حملته الانتخابية” إلى بعض مواقف وتصريحات المسؤولين الفرنسيين في أشد أيام الثورة التونسية.
من بين هذه التصريحات، اقتراح مشال آليو ماري التي كانت وزيرة الخارجية الفرنسية آنذاك على نظام بن علي إرسال خبراء أمنيين فرنسيين لتدريب قوات الأمن التونسية لقمع المظاهرات الشعبية دون أن تتسبب في تجاوزات أمنية.
نفس الكاتب اتهم أيضا ساركوزي بالوقوف وراء الفوضى التي تعيشها حاليا ليبيا جراء التدخل العسكري في هذا البلد المجاور لتونس خلال حكمه.
نفس التعليقات غمرت المواقع الاجتماعية، إذ انتقد تونسيون زيارة ساركوزي إلى بلادهم ونشروا صورا تظهره مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وهما يضحكان. كما بثت أيضا تغريدات على موقع “تويتير” مفادها” نيكولا ساركوزي رجل غير مرغوب به بتونس”.
ويبقى السؤال المطروح حاليا هل سيزور ساركوزي الجزائر بعدما زار المغرب وتونس؟