- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

دخول تركيا الحرب عملية مزدوجة الأهداف: داعش والأكراد

Capture d’écran 2015-07-25 à 00.46.47أنقرة – بدري ونوس (خاص)

يشكل قرار توجيه ضربات لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا منعطفا في سياسة انقرة التي تجازف كذلك بان تكون هدفا لاعمال انتقامية وبان يحقق المقاتلون الاكراد فائدة من الوضع الجديد، وفق الخبراء.

وشن الطيران التركي الجمعة اولى غاراته على مواقع الجهاديين في سوريا في ما يشكل تحولا عن السياسة المتحفظة التي كانت تثير الشكوك تجاه موقف انقرة، وهي كما يقول مراقبون «رسالة لها بعد سياسي واستراتيجي على حد سواء». ذلك أن عدم تحركهم ازاء تقدم تنظيم داعش ادى الى تلطيخ صورة الاتراك لدى الحلفاء. كما أن داعش بات قويا جدا الى الدرجة التي لم يعد بوسع تركيا ان تواصل التظاهر بغض النظر عنه.

وهكذا تكون تركيا قد دخلت فعليا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش في العراق وسوريا، والذي كانت تركيا حتى الان تقوم فيه بدور الشريك بصورة غير معلنة، ويبدو أن الغارات التركية ليست مجرد تحذير وانما حلقة جديدة في عملية سياسية مزدوجة الأهداف: داعش والأكراد.

فقد اكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الجمعة إن العمليات التي بدأت اليوم ضد التنظيم المتطرف وكذلك ضد المتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني «ليست محصورة باهداف محددة، وستتواصل». وفي ذلك اعادة تموضع لتركيا في اللعبة الكبيرة الجارية في المنطقة في اطار النزاع السوري.

كانت تركيا تعطي حتى الان الاولوية لمقاتلة قوات الرئيس السوري بشار الاسد بدلا من محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، لكن يبدو أن الامر تغير.

ويقول محللون «من المرجح كذلك ان تركيا تسعى الى ضمان مكانتها في سوريا» امام تصاعد نفوذ طهران حليفة النظام السوري والذي يرتسم بعد الاتفاق المبرم مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي في فيينا. وقرار انقرة السماح للطيران الاميركي باستخدام قاعدة انجرليك في جنوب البلاد سيوفر لواشنطن منطلقا مثاليا لضرب التنظيم في سوريا وسيزيل نقطة توتر بين انقرة وواشنطن التي دأبت على طلب ذلك بالحاح.

ولكن قدرة اكراد سوريا وربما تركيا على الاستفادة من الوضع الجديد قد يعقد المعادلة بالنسبة لتركيا التي حرصت الجمعة في اثناء اعتقال اعضاء مشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش على تنفيذ عمليات تستهدف المقاتلين الاكراد في الوقت نفسه.

فمن المعروف أن تركيا تسعى الى كبح التطلعات الاستقلالية لدى الاكراد وضمان هيمنتها على المجموعات المسلحة المعارضة في سوريا. وفي هذا الاطار، يمكن ان تكون الضربات التركية مقدمة لتوافق مع الاميركيين لاقامة منطقة عازلة على طول الحدود التركية مع سوريا تتيح محاربة الجهاديين وكذلك المقاتلين الاكراد. كذلك للمخاوف من تنفيذ اعمال انتقامية وهجمات في تركيا ردا على الضربات في سوريا.