- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

زبالة السياسة .. والحلول

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

لم تجد أزمة النفايات في لبنان طريقها الى الحل ، رغم الاتصالات والاقتراحات والاجتماعات الوزارية العديدة التي حصلت ، كما لم تجد قبلها الأزمة  حول آلية العمل داخل الحكومة طريقها الى الحل أيضا، تمضي الأيام والأسابيع من دون حسم المواقف السياسية في إتجاه إيجاد المخارج للإزمات ، وهو ما يشير الى عمق المشكلة وإمتداداتها التي تتجاوز النفايات كما العمل الحكومي . فالتصعيد الذي شهدته المناطق اللبنانية عبر قطع الطرقات ولا سيما طريق الجنوب من بوابة الجية ، والذي سبقه كلام عن إمكانية لجوء الرئيس تمام سلام الى الاستقالة، وهو ما نفاه مكتبه الإعلامي لاحقا، كلها مؤشرات تدل على تصعيد ربطه البعض بالتطورات الإقليمية ،
كان لافتا الخطاب الذي أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يوم السبت الماضي والذي تناول فيه مسألة الاستقالة للرئيس سلام، والنبرة العالية في التحذير من اللجوء الى ” هذه اللعبة الخطرة ” كما سماها، واضعا خطين تحت كلمة خطرة ” وأخذ البلد الى الفراغ “، وهو شدد في مواقفه على التوجه الى تيار المستقبل وليس للرئيس سلام ، معتبرا ان المشكلة تكمن هنا ،وهي رسالة أبعد من المستقبل قد تصل الى الرياض ،داعيا إياه الى الحوار مع التيار الوطني الحر .
هذا الكلام لنصر الله توقف عنده العديد من المراقبين اللذين رأوْا فيه ردا على الرسائل الإقليمية بالاستقالة، ومحاولة  خلق  نوع من التوتر في المشهد اللبناني، الذي كان لا يزال يعيش توافقا دوليا واقليميا حول إستقراره بحده الأدنى، حتى بغياب التوافق الإيراني السعودي ، من أجل الضغط لإنجاز الاستحقاقات اللبنانية، عبر استقالة الحكومة في ظل الشغور الرئاسي مما يؤدي الى تسريع  وتيرة البحث عن حلول تحت ضغط الأزمة . في المقابل، لم يصدر موقف إيراني واضح يتعلق بالملف اللبناني ، وإكتفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي حاول في زيارته الخليجية الى الكويت وقطر تطمين المسؤولين لنتائج الاتفاق النووي الإيراني ، بالدعوة الى التعاون مع دول الخليج .
حتى الآن لم تقتنع المملكة العربية السعودية بدور ايران الإيجابي في المنطقة ، وربما يمر وقت طويل قبيل اللقاء بين مسؤولي البلدين ، وفي الانتظار سيُوضع لبنان على درجة إهتمام تبعا لظروف الضغط السياسي الذي يمكن ان ينقله عند أي تطور من المتدني الى المرتفع أو العكس .
ربما لم تنضج الظروف الإقليمية والدولية بعد من أجل معالجة الملف اللبناني ، وربما من المبكر الحديث عن تسويات بغياب الضغوطات الأمنية التي تسرّع عادة في التدخل الخارجي لفرض الحلول ، إلا أن رائحة ” الزبالة” هذه المرة تشي بأكثر من تسمم بيئي لتصل الى حماوة وتسمم في الجو السياسي المتوتر أصلا ، والذي  يمكن أن يخلق  مناخا مؤاتيا للحلول ولو كانت .. زبالة