- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

شراء اللذة في شوارع جونية …وجبات سريعة

بنات الهوى١ريتا بولس شهوان (خاص)

تحوّل شارع المعاملتين في جونية، بعد الحرب اللبنانية، مقصدًا لمن اراد شراء”اللذة”، أي ممارسة الجنس السريع مثل الوجبات السريعة. وبالطبع، الدولة غائبة بينما المستفيدون أي أصحاب فنادق النجمة والنجمتين لا يأخذون بعين الاعتبار المواطنين الذين يقطنون في هذا هذا الشارع.  ولا يستطيع أي زائر أو بالأحرى أي امرأة الوقوف ولو لدقيقة في الشارع العام، إذ مباشرة تتحول المواطنة إلى …بائعة هوى بينما هي تنتظر توقف “سرفيس”. ولكن الغريزة الجنسية التي تعصف بالرجال تمنعهم من التميز بين فتاة تنتظر “سرفيسا” واخرى تنتظر “الزبون”.

إنه تعنيف يومي يصب على سكان هذه المنطقة، إذ بعض الأحيان يتعدى التحرش حدود الكلام الشفهي والسؤال عن «السعر». في بعض الأحيان ينزل الشاب أو الكهل أو ما بين العمرين لـ«يتحسس» البضاعة وهو يظن أنه يستطيع تغير رأي الواقفة في الشارع والتي لا تجيب على سؤاله. غياب الدولة بارز. أين رجال الأمن؟ أين الدرك؟  وامنٍ يختفي رجاله، اي الدرك. الاحتجاج لا ينفع. الالتفات نحو السيارات ليفهم «طالب اللذة» لا يفيد.

اختبرتها بنفسي: صرخت “انا لبنانية انا صحافية ! ” في وسط الشارع امرأة تصرخ أبحث عن “سرفيس حل عني”، كل ذلك في الشارع العام قرابة الساعة السادسة مساء قبل أن يسدل الليل ستاره. فما أدراك ما يحصل في الليل الحالك؟ المشهد كما يرويه سكان المنطقة  مخيف. لا يتردد طبيب متقاعد يراقب الأمور من شرفته من القول «معدل التستوستيرون مرتفع جداً لدى الشباب” (التستوستيرون هو احد أبرز الهورمونات الجنسية). إنها ليست فقط مأساة نساء هذا الحي بل كل مواطنيه. !بنات الهوى ٢

اسمها ليلى. جمالها متوسط ولكنها ناعمة. تعمل في مكتب في شارع مطل على شارع المعاملتين. تنهي عملها الساعة السادسة ولكنها لا تخرج قبلالساعة السادسة والنف وتبرر«أوضب الأوراق». روت لـ «أخباربووم» ما حصل معه: تفاصيل دقيقة، مخيفة ويمكن تحويلها الى فيلم رعب.
تقول: بعد الانتهاء من عملي في طريق عودتي إلى المنزل أفكر دائما بتوصيات القوى الامنية حول خطورة سير الفتيات مساءًا في شارع “العقارب” حسب ما يصفون هذا الشارع. فأعود الى منزلي بسرفيس لا سيرا على الاقدام. كنت اعتقد بان انتظار السرفيس يمنحني نوعاً من الحماية.

تتابع : كانت ضربات قلبي تعلو لترافق زمامير سيارات الرجال الذين باتوا يتصارعون للوقوف أمامي يتنافسون عليّ… أنا!. اضواء البلدية مطفأة. ظهر امامي سائق سيارة مارسيدس بيضاء، لم يبقى من الطلاء الابيض عدا القليل. توهمت انه تاكسي، فسالته “تاكسي”! . حرك رأسه ايجاباً مع ابتسامة جعلتني أنظر الخلف لتحقق من “لون نمرة” السيارة. انها بيضاء لا حمراء!. عدت الى مكاني أنتظر وابحث عن “نمرة” حمراء، أو اشارة صفراء كتب عليها عبارة “تاكسي”. لا شئ. فجاة وبعد مرور الخمسة دقائق على حادثة المرسيدس، خرقت سيارة “جيب” كحلية اللون كل خطوط الحياء. خفف السائق سرعته. اخرج راسه من النافذة وسأل بلكنة انكليزية ثقيلة «كم الثمن؟» اردت صفعه والهرب. رجفة اجتاحت جسدي.

تتابع: ونظرت اليه وقلت له « فيك تِمشي وتروح من هون؟». لم يقتنع. من المؤكد انه لم يكن مقتنعاً فابتسم ابتسامة شبيه بابتسامة من سبقه. رافقتها عبارة  مبتذلة «شو عم تلعبي دور الصعبة!» . ركضت مبتعدة لحقني خارج سيارته وأمسك بمعصمي. سحبت يدي ونجحت فيالعبور الى المقلب الاخر من الشارع. هنا، تركني الرجل وعاد الى سيارته، وهو يقول «مجنونة».

قصص عديدة مشابهة تحملها نساء هذه المنطقة. التي تهملها الدولة لأنها أعلنتها منطقة «عاهرات». إذ أن العاهرات موجودات وتخطلتن مع المواطنات. في بعض الأحيان تتوقف السيارة عند محترفة» ويبدو أن السعر لا يعجبها فتنتقل إلى «التالية» التي تنتظر… السرفيس…لا باصات او لا سيارات أجرة تعبر هذا الشارع إلا لماماً. إهمال الدولة جعل المنطقة مقفرة. المنطقة المقفرة تحولت إلى سوق بيع الهوى فزاد إهمال الدولة. وبين هذا وذاك يعاني المواطن. فإلى متى؟

أضف إلى أن إهمال الدولة لهذه الشوارع يدفع زبنائها لترك منازلهم العتيقة الجميلة فتتحول إلى مطاعم وبارات يرتادها الشباب الباحثون عن اللذة والجنس. هكذا تتحول أحياء جونية القديمة الجميلة إلى خراباً اجتماعياً ومنطقة خطر على المواطنين وخصوصاً المواطنات.