- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السفارة اللبنانية في باريس دكان للقائم بالأعمال

جعجع السفارةباريس – بسّام الطيارة (خاص)
«إنه مدعوم يفعل ما يريد ولا يخاف من أحد»، سأله أحدهم متعجباً:«بمعنى أنه فاتح على حسابه؟». «نعم» جاءت الإجابة مقتضبة ومن دون تعليق. الحديث يدور حول القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في باريس. ففي شهور قليلة منذ تسليم مقاليد السفارة إلى القائم بالأعمال «غدي خوري» بسبب عدم إمكانية تعين سفير أصيل تغيرت أجواء السفارة في العاصمة الفرنسية وتلونت بألوان حزبية منحازة حسب أهواء القيم الجديد على شؤونها وإدارتها.
فالقائم بالأعمال رجل يهوى العلاقات العامة الاجتماعية وعنده كما يبدو لائحة أصدقاء لا تغيب عن ولائمه في السفارة أياً كان الضيف المكرم وأهداف دعوته وتكريمه، مع تقصير فظيع في دعوة اللبنانيين العاملين في إطار من يتم دعوته وبشكل خاص أهل الصحافة… ما عدا أصدقاء القائم بالأعمال.
الأمثلة كثيرة ومتعددة: أولم القائم بالأعمال للسفير الفرنسي الجديد في لبنان إيمانويل بون، وهي عادة مناسبة للجسم الصحفي اللبناني في باريس للقاء السفير الجديد والتعرف عليه. إلا أن الوليمة اقتصرت على بعض الفنانين الذين الذين كانوا يزورون عاصمة النور مع دعوة انتقائية للعاملين في الصحافة العربية التي تعبر عن رؤية القائم بالأعمال للوضع في لبنان والمنطقة. وهكذا التقى السفير الفرنسي الجديد بـ«نصف لبنان» وحمل معه هذه الصورة إلى قصر الصنوبر.
وقد انتقد العديد من الصحفيين هذا التصرف حتى أن تململاً حصل داخل الجسم الديبلوماسي في السفارة. ولكن هذا لم يردع القائم بالأعمال فكرر الأمر خلال زيارة وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق. فاتسعت ردة الفعل لتصل إلى الوفد المرافق للوزير حيث انتقد بعضهم الأمر عبر صحيفة لبنانية كتبت «توقف مرافقو وفد رسمي في باريس  عند ظاهرة تعمد القائم بالأعمال اللبناني هناك، إقصاء بعض الصحافيين عن مناسبات السفارة وزوارها.. لأسباب غير مفهومة!».
ولكن تصرفات القائم بالأعمال لا تتوقف على ولائم على كثرة عددها وتكرارها الممل وغير المجدي (كل يوم ثلاثاء تدعو حرم القائم بالأعمال شخصيات «فنية» وعدد من صديقاتها وأصدقائها ونصفهم من الذين يحضرون اللقاءات مع السياسيين في السفارة. ويقول قائل إن واجب حضور لقاءات الثلاثاء هو مفتاح حضور اللقاءات السياسية). هذه التصرفات وصور اللقاءات لونت صفحة السفارة على موقع فيسبوك تلويناً حزبياً يستهجن له الكثير من اللبنانيين المقيمين في فرنسا، حتى أن أحدهم قال «لا أزور هذه الصفحة لأنها لا تمثل لبنان بل تمثل حزباً معيناً». وقد نقلت صحيفة لبنانية هذا الشعور بتعليق لها كتبت فيه «…عاد زائر سياسي لبناني من زيارة أوروبية بانطباع أن ديبلوماسياً لبنانياً يتصرف في احدى السفارات بصفته منسقا لتيار سياسي حزبي!». ويكفي إلقاء نظرة على صفحة السفارة على فيسبوك (انقر هنا) حتى يتبين صحة هذا الشعور. ولا تكتفي الصفحة بهذا التلوين بل هي تنشر بعض  المقالات المأخوذة من صحف توائم أفكار القائم بالأعمال في زاوية مخصصة، فتبدو وكأنها تعبر عن موقف لبنان الرسمي. آخر المنشور مقالة في صحيفة لبنانية عنوانها «هل لبنان مستعد لمواكبة انفتاح العالم على إيران؟». حتى الإعلانات عن عرض الكتب المنشورة في اللغة الفرنسية التي تتناول شخصيات لبنانية، فهي عروض منحازة وغير شاملة وكان أخرها كتاب عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.
المهم والخطير في هذا الأمر أن هذه الصفحة (حاملة اسم لبنان بصورة رسمية) التي يتابعها بشكل خاص فرنسيون تنقل وجهة نظر انقسامية عن بلاد الأرز، لأن القائم بالأعمال «فاتح على حسابه» كما يقال في لبنان.
أما موقع السفارة الرسمية (انقر هنا) يحمل في وسطه رسالة موجهة من القائم بالأعمال تزينها صورته نشرت مطلع السنة في ١٠ كانون الثاني ٢٠١٥ بالتحديد. وعلى جوانب الصفحة الرئيسية بعض الإرشادات القنصلية مع تعليقات لبعض الزوار. ولكن يبدو جلياً ان الاهتمام بات منصباً على صفحة فيسبوك الاجتماعية حسب أهواء القائم بالأعمال. ولكن رغم امتعاض قسم كبير من الفريق الديبلوماسي الإداري من تصرفات القائم بالأعمال فإن أعمال السفارة الإدارية والقنصلية «ماشية» مثل أحوال البلد.