- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الشق بين الجالية اليهودية والمجتمع الأميركي من منافع الاتفاق النووي

BT 2015نقطة عى السطر

بسّام الطيارة – كاليفورنيا (خاص)

يمكن أن يكون للاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى الست «منفعة» كبيرة للعالم العربي جاءت بشكل غير مباشر. منفعة وبعيدة جداً عن التقنيات النووية وعودة إيران للعب دور في المنطقة أو ازدياد قوتها الضاربة مالياً. هذه «المنفعة» للعرب تتمحور في الشق الذي أفرزه الجدل حول الاتفاق في الولايات المتحدة، وهو شق نتيجة جدل وقع بين «يهود أميركا» بشكل خاص. ولكن هذا هو محور المنفعة وليس لبّها.
لقد ظهرت استطلاعات الرأي في الأيام القليلة الماضية تباين آراء «الأمريكيين اليهود» بين مؤيد ومعارض للاتفاق. وهو ما وصفته الصحف الأميركية بأنه «نزاع  يسبب توتراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
لم تقل الصحافة أن تباين الآراء كان بين «المواطنين الأميركيين» بل شددت على أن هذا التباين هو بين «الأمريكيين اليهود». وهي في الواقع تشير بشكل غير مباشر إلى تأثير الجالية اليهودية على سياسات أميركا الخارجية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وتسلط الأضواء على أن «اهتمام «الأمريكيين اليهود» بأمن اسرائيل يفوق اهتمامهم بما «يقوله الرئيس الأميركي المنتخب»، ويساهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه الموجة بندائه الموجه «للجالية اليهودية» حين يقول لهم «هذا وقت ينبغي فيه أن تقفوا ويعمل لكم حساب». ويشدد «عارضوا هذا الاتفاق الخطير»، أي عارضوا ما فعله الرئيس الأميركي.
ولب «المنفعة العربية» هي إظهار الدور الذي تلعبه الجالية اليهودية في السياسة الأميركية عبر هذا التباين وليس عبر التنديد الغوغائي والاتهامات اللاسامية أو التنديد بدور اللوبيات. فاللوبيات لها دور معترف به في اللاوعي السياسي للمواطن الأميركي، بينما الاتهامات اللاسامية ينفر منها الأميركيين وتستجلب كرهاً للناطق بها، بينما الغوغائية لم تقد يوماً إلى أي نتيجة في مضمار كان.
إن هذا التباين الواقع بين «الأمريكيين اليهود» وابتعاد الأميركيين بشكل عام عن هذا الجدل، لا بد وأن يترك أثراً في أروقة الكونغرس الأميركي ولدى الناخب الأميركي الذي يرى كيف يجهد رئيسه لتمرير اتفاق لا يكف العالم بأسره عن الإشادة به بينما الجالية اليهودية تقول العكس بسبب نداءات دولة إسرائيل. ويؤسس هذا لاستياء تعبر عنه الصحافة بصوت خافت اليوم ولكن يمكن أن يرتفع مع الوقت ليصبح أكثر تأثيراً.
وحتى يمكن قطف «ثمرة هذا التباين» أي الحصول على هذه «المنفعة للعرب» لدعم القضايا العربية المحقة ورفع سيف الفيتو المسلط دائما لنصرة اسرائيل، وجب الدعاء بأن لا يقوم متهور بفعلة إرهابية تعيد اللحمة بين «الجالية اليهودية» وتمحي آثار الاستياء الشعبي الأميركي من هذا التدخل اليهودي الاسرائيلي الطفيلي في سياسة بلادهم.