- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«يوم تل ابيب على ضفتي السين» هدية مجانية للإرهاب الداعشي

BT 2015نقطة على السطر
بسّام الطيارة
وبعد أقل من اسبوع من حرق رضيع فلسطيني ووالده في الأراضي المحتلة، ومع حلول «مناسبة» مرور سنة على حرب غزة التي ءودت بحياة ٢٢٠٠ فلسطيني بينهم ٦٠٠ طفل، تقرر بلدية باريس إقامة احتفال وإحياء «يوم تل ابيب على ضفتي السين»، بحيث تتحول باريس وهي أول وجهة سياحية في العالم إلى «واجهة إعلان مجان» لعاصمة الدولة الإسرائيلية.
وترفض البلدية الاشتراكية الغاء الاحتفال بالرغم من الانتقادات والدعوات الشعبية والسياسية من حلفاءها في اليسار الفرنسي بحجة «تجنب الخلط بين السياسة القاسية للحكومة الاسرائيلية وتل ابيب».
هذا التبرير المنطقي ظاهرياً والمغفل واقعياً هو الذي تلعب عليه حكومة نتانياهو واليمين الاسرائيلي للمزيد من القمع والقتل ضد الفلسطينيين من جهة والانخراط في الحياة الدولية وكأن شيئاً لم يكن من جهة أخرى. وبالمقابل فإن كل من ينتقد هذه السياسة يلصق بتهمة … معاداة السامية.
ولكن هذا التبرير المنطقي ظاهرياً والمغفل واقعياً يفيد بشكل مباشر … داعش والتطرف الإسلامي الإرهابي. فقد أظهرت كل الدراسات اوالتقارير الصادرة عن وزارة الداخلية أن «داعش» يستهدف فرنسا بشكل رئيسي.
فمنذ إعلان «الدولة الإسلامية» في ٢٩ حزيران/يونيو ٢٠١٤ كان جهد «الخلافة» منصب ليس فقط على استهداف فرنسا وارتكاب أعمال إرهابية على أراضيها ولكن أيضاً «تجنيد» جهاديين فيها.
اسباب اهتمام «داعش» بفرنسا عديدة فهي تحوي أكبر جالية إسلامية في أوروبا والغرب، وما زال اسمها مرتبط بتاريخ استعماري بغيض يمكن أن يؤجج مشاعر قسم من هذه الجالية، كما أنها تحمل لواء العلمانية وكانت في طليعة من قونن لمنع الشعائر البارزة إسلامية مثل النقاب في الأماكن العامة والحجاب في المدارس. ولكن إلى جانب ذلك تنخرط فرنسا حالياً في ثلاثة حروب أفريقية يرى إسلاميو «داعش» أنها موجهة «ضد الإسلام». كما تشارك في التحالف الدولي لضرب «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.
ولكن يدرك الجميع أن «الوضع الفلسطيني» هو أول عامل للتطرف لدى «الشباب الفرنسي المسلم»، وأفضل مثال على ذلك الاشتباكات التي تحصل بين «شباب الضواحي» ومؤيدي إسرائيل في مناسبة كل تظاهرة في الشوارع الفرنسية.
إذا في هذه الأجواء تبدو «أن هيدالغو» رئيسة بلدية باريس المقربة جداً من رئيس الوزراء، بدعوتها للاحتفال بالعاصمة الاسرائيلية، ركأنها تريد صب الزيت على نار مشتعلة تحت رماد الدعوات للجهاد التي يوجهها يومياً داعش للفرنسيين المسلمين.
هذا الاحتفال سيكون مادة جديدة لداعش تستعملها لكسب المزيد من المؤيدين الذين سيقعون بفخ الربط بين ما يحصل في فلسطين وتبرير للإرهاب تجاه فرنسا. إذا كان هذا ما تريده رئيسة بلدية باريس فهي ستنجح في إيجاد مبررات للإرهاب في شوارع باريس.