قصف سلاح الجو السوري منطقة بشمال شرق دمشق أمس الاثنين مواصلا الهجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة حيث قتل قرابة مئة شخص في غارة جوية على سوق يوم الأحد. وقال المصدر العسكري السوري إن ضربات يوم الأحد كانت ردا على هجمات المعارضة في دمشق. وقال “إذا كان هناك أي تصعيد باتجاه دمشق فسيكون الرد قويا وحاسما.”
ونفى المصدر استهداف المدنيين قائلا إن الجماعات المسلحة سعت للتمركز في أحياء سكنية لكن متحدثا باسم جيش الإسلام نفى هذا الزعم. في حين قال المتحدث إسلام علوش إن قواته ليس لها أي وجود في المناطق السكنية.
وكانت غارة الأحد على دوما التي تبعد نحو 15 كيلومترا شمال شرقي دمشق واحدة من أكثر الهجمات دموية في الصراع المستمر في سوريا منذ نحو أربعة أعوام والذي أدى إلى مقتل ما يقدر بربع مليون شخص وتشريد عشرة ملايين.
وأدان مبعوث للأمم المتحدة في سوريا الغارة بينما قالت الولايات المتحدة إنها أظهرت أن الرئيس السوري بشار الأسد قد فقد شرعيته وطالبت “بانتقال سياسي حقيقي.”
وذكر مصدر عسكري سوري أن القوات الجوية شنت هجمات في دوما ومنطقة حرستا القريبة مستهدفة مقار جماعة جيش الإسلام في أعقاب هجمات على دمشق في الآونة الأخيرة.
وذكرت جماعة سورية معارضة مقرها تركيا هي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الهجوم الذي قتل فيه أطفال كان يهدف لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين.
وسبق للجنة تابعة للأمم المتحدة تحقق في الحرب السورية اتهام الحكومة بعدم التمييز في قصفها وغاراتها الجوية وباستخدام براميل متفجرة تلقى عادة على مناطق مزدحمة.
وقد سقط في قصف يوم الأحد الذي أصاب سوقا في دوما 96 قتيلا . كما قال عاملون في مجال الإنقاذ إنه تم التعرف على هوية 95 قتيلا فيما لم يتم التوصل بعد لأسماء تسع ضحايا.
وقال ستيفان دي ميتسورا مبعوث المنظمة الدولية في بيان “القصف الحكومي لدوما أمس مدمر. القانون الدولي يحظر أي هجمات على المناطق المدنية بلا تمييز بواسطة قنابل من الجو كالقنابل الفراغية.” وأضاف البيان “ضرب أسواق مدنية مكتظة وقتل قرابة مئة من المدنيين فيها بواسطة الحكومة أمر غير مقبول تحت أي ظرف.”
إلا أن بيان الأمم المتحدة ذكر أيضا إن الهجوم وقع بعد “قصف غير مقبول أيضا وبلا تمييز على دمشق بواسطة قوات من المعارضة المسلحة وقطع إمدادات المياه وجميع التدابير التي تؤثر على حياة المدنيين.”
من جهتها قالت واشنطن إن غارة الأحد على دوما لم تكن إلا “تذكيرا بالتصرفات غير الإنسانية التي يرتكبها كل يوم نظام الأسد ضد الشعب السوري.” وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي “هذه التصرفات المروعة تؤكد أن نظام الأسد قد فقد شرعيته وأن على المجتمع الدولي فعل المزيد لتحقيق انتقال سياسي حقيقي.”
وتسلط الضربات الجوية وتصاعد القتال في أنحاء أخرى من سوريا الضوء على التحديات الهائلة أمام جهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى ايجاد حلول محتملة للصراع.
وخلال اجتماع يوم الاثنين لوزيري خارجية روسيا وإيران اللذين كان دعمهما حيويا لاستمرار بقاء الرئيس السوري بشار الأسد قال البلدان إن مستقبل الرئيس يجب أن يحدده السوريون. وأعلنت موسكو أيضا معارضتها لأي شرط مسبق برحيل الأسد قبل التفاوض على اتفاق سلام.