- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

طلعت ريحتكم= الشعب يريد اسقاط النظام

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

عندما انطلق الربيع العربي هبت موجة أمل لفحت الشعوب العربية.

بعد أن تحول الربيع العربي إلى «كابوس عربي» بدأت الفذلكات حول نظرية المؤامرة والعدو الخارجي. ولكن هل يستطيع أحد المتفذلكين اليوم أن يقول إنه لم يكن سعيداً بانطلاق موجة الربيع العربي قبل أن «تنزلق» إلى مهوارها الحالي؟

الربيع العربي بث نشوة في نفوس الشعوب العربية، واقشعرت الأبدان عندما لاح في الأفق نهاية نفق الديكتاتوريات والاستبداد والنفاق والسرقات والتخلف بسبب حكام فاسدين. وعندما انطلق شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» كان هذا الشعار صرخة من القلب تحاكي ضمير الشعوب العربية، كانت صرخة حق قبل أن ينحرف مسار الربيع العربي.

اليوم في لبنان صرخة جديدة تقول «طلعت ريحتكم» (بمعنى رائحة كريهة متصاعدة من طبقة الحكام). عندما تعفن أي مادة وعندما تتصاعد منها رائحة كريهة يعمد الانسان (الراشد) إلى رميها في القمامة، إلى التخلص من هذه الرائحة. بمعنى أن حملة «طلعت ريحتكم» هي حملة «الشعب يريد اسقاط النظام».

ولكن. عن أي نظام نتحدث في لبنان؟ النظام في لبنان ليس ديكتاتورياً. ولا ضرورة لسحل حاكم تحت شرفات قصره، ولا ضرورة لتحريك اللاوعي الجماعي لتكون الثورة فاعلة. في لبنان إمكانية انتخابات نيابية حيث البرلمان هو في الواقع محرك الحياة السياسية اللبنانية. الانتخابات مؤجلة من قبل … المُنتَخَبين أي النواب منذ ٢٠٠٩ إلى … ٢٠١٧ أي أن النواب حيث البرلمان، هو محرك السياسة اللبنانية، الذي تتصاعد منه رائحة كريهة جدد لنفسه مرتين ليستمر ببث الروائح الكريهة وليعيق الحياة السياسية ويديرها حسب مصالح أعضاءه.

الحل بسيط جداً وهو لا يتطلب ثورة دموية ولا سلاح ولا رمي حجارة ولا تحالفات مع الخارج: يكفي لمن يحرك الشارع اليوم أن يلتفت إلى عائلته وأقرباءه وأصدقاءه ومعارفه ومحيطه ويقنعهم بالنزول إلى الشارع لفرض … انتخابات تكون بعيدة عن الروائح الكريهة. بمعنى أن يترشح أفواجاً من الذين «لا رائحة لهم» أن يبتعدوا عن «زبائنية الزعماء الحاليين» أن يرفضوا رفضاً باتاً الترشح أو التصويت تحت راية أي من هذا الطاقم العتيق النتن الذي فاحت منه رائحة الفساد والتوريث والسرقة والنهب.

هذه القدرة التي يوفرها النظام اللبناني لم تكن متوفرة في تونس وفي مصر وفي اليمن وفي ليبيا وسوريا وهو ما فتح الباب أمام «وحوش التطرف» غياب قدرة التغيير هذه (المتوفرة لبنانياً) أدت إلى سفك دماء الشعوب العربية التي أرادت اسقاط الأنظمة ،سقط معها ….الربيع العربي. في لبنان توجد إمكانية «ربيع عربي ديموقراطي».