- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حدود حراك المجتمع اللبناني: أكثر من تململ وأقل من ثورة

Kadiعماد القاضي

أعتقد أن الطبقة السياسية هي أفضل ما بإمكان المجتمع اللبناني إنتاجه اليوم، فهي على صورته و أخلاقه، أما أن السلطة مرعوبة فمن ماذا؟ هل يشكل أي من المكونات التي تجاهر بمواقفها اليوم أي تهديد للطبقة السياسية أو مصالحها؟ هل تشكل هذه المكونات أي بديل للسلطة السياسية أو للطبقة السياسية، بعيدا عن الأحلام و الأوهام؟ أين العمل التنظيمي الوازن و الذي قد يؤدي في يوم من الأيام إلى كسر ميزان القوى الذي يطحن فيه اللبنانيون على يد الطبقة السياسية الفاسدة؟ “الشعب يريد إسقاط النظام”؟؟؟ سمعناها، ما معناها الفعلي بعيدا عن الشعار الفارغ و التمنيات؟؟ خصوصا أن عددا كبيرا من المشاركين اليوم و قبل اليوم عدلوا حتى عن رفع هذا الشعار؟؟
إن احتجاج اللبنانيين على الحال المزرية التي بلغوها لا يشكل حتى بداية للتغيير، و ها هي تجربة حنا غريب و الاساتذة ماثلة في ذاكرتنا القريبة، فعل هنالك فعلا من يعتقد أن أحدا من الطبقة السياسية سيسمح، ليس لـ100 ألف بل لـ100 مليون متظاهر بالإضرار بمصالحه دون أن يحرق البلد على رأس من فيه؟؟ فكيف إذا اجتمعت الطبقة السياسية من أجل الدفاع عن مصالحها مجتمعة؟؟
هل هناك من يعتقد أن مطلب إعادة توزيع الثروة و لو بمستواه الأدنى كما كان يطالب به بسذاجة حنا غريب و رفاقه متحججين بأن ذلك لا يمثل إلا نذرا يسيرا من الجبنة، و مع ذلك راحوا على بيوتهم و انتهى الفيلم بفرط الهيئة النقابية بالتكافل و التضامن و التعاون بين جميع مكونات الطبقة السياسية،
لنخرج من سذاجتنا و من أضغاث أحلامنا الوردية و من تمننياتنا و نذهب إلى الواقع. و الواقع هو أن هذه الطبقة السياسية المتحكمة و المتجذرة في السلطة، و ليس فقط السلطة السياسية بل السلطة الدينية أيضا، و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية، لا يمكن أن تهزم ببضع شعارات و هتافات يرددها 100 ألف أو مليون متظاهر في ساحات بيروت، بل تستلزم هزيمتها أكثر من ذلك بأشواط، بدءا مما قاله أدونيس: “أي ثورة تجعل من سلم قيم ديني مرجعها، لا يعول عليها”، وصولا إلى قناعة لدى اللبنانيين أن لا مكان لـ”لا غالب و لا مغلوب” و أن الحل حكما بالغلبة، غلبة مصالح الناس و ليس غلبة مصالح الطبقة السياسية الفاسدة كما هو الحال اليوم