- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: هرج و مرج حراكي … عاصفة في فنجان

Capture d’écran 2015-09-02 à 08.10.12صالح أشمر

شاهدت وتابعت وقائع اجتياح بعض الحراكيين الأشاوس لمكتب وزير البيئة محمد المشنوق والمطالبة باستقالته الآن وفورا ومن دون أي مهلة وبلا أي تردد. ..ومحاصرته كما قيل في المبنى وعدم السماح له بالمغادرة إلا مستسلما وبيده ورقة الاستقالة يسلمها لوكلاء قادة الحراك المتوارين عن الأنظار …وفيما كنت اتابع فصول هذه النسخة الهجينة من الحراك العربي المشؤوم والمعلوم تذكرت ما روي عن عنترة بن شداد لما سئل بماذا شاع صيته بين الناس بأنه أشجع العرب؟فقال”:كنت اعتمد الضعيف الجبان فاضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فإثني عليه فاقتله”…ويبدو أن محركي هذا الحراك عملوا بمقولة عنترة فاختاروا هدفا جاهزا لهم هو الوزيرمحمد المشنوق فاستضعفوه ووصفوه وان لم يكن جبانا لأنه لا ظهر له بين امراء المزابل سوى ظهر تمام بك سلام المعتمد اصلا على أسوار بيت الوسط وليس على حائط بيت المصيطبة الذي أضعف اساساته ساكن قريطم قبل سكان بيت الوسط….استضعفوا محمد المشنوق الذي وضع عمدا على.مزبلة.غيره ليتلقى عنهم الضرب وقد كان لهم ما أرادوا له وبه بهمة حراكيين لم يعد خافيا أن وراءهم وكالات ومنظمات وتلفزيونات وحتى دويلات تعمل على إفشال المطالب الاجتماعية المحقة لسائر اللبنانيين وحرف حراكهم نحو الفوضى التي اكتوت المنطقة بنارها وما زال مشتدا اوارها. ..
. ..طيب استضعفوا وزير البيئة وحاولوا ضربه ليخيفوا به الأقوياء من أمراء المزابل والنفايات وأصحاب امتيازاتها ومقاوليها؟ لا …هم لا يريدون ذلك ولا يستطيعونه اصلا. …و يعلمون انهم لو تجمعوا مجرد تجمع أمام مكتب واحد من الخراتيت المدعومين “لاكلوا قتلا وفرقوا شتلا”كمايقال في المثل العامي و”لتفرقوا أيدي سبأ ” على الوجه الصحيح في المثل الفصيح …. ومهما علت أصواتهم وازداد مستوى عنفهم الشارعي فليس بينهم لا عنترة ولا شيبوب حتى. ..والمؤامرة التي هم أدواتها ستنقلب وبالا عليهم وعلى محركيهم….وأما المطالب الاجتماعية والسياسية المحقة والملحة فسوف يستعيد زمام النضال من أجلها أصحاب المصلحة الحقيقيون بها. ..وكل مايرى الآن من هرج و مرج حراكي لن يكون سوى عاصفة في فنجان … خصوصا بعد ان طلعت رائحة مستغلي الحراك الشعبي السليم والصحيح وانضافت الى الروائح الكريهة التي تنبعث من أكوام النفايات وروائح الفساد السياسي والأخلاقي المقيتة .