- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجنرال عون زعيم لبناني محض: طائفية وتوريث

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

أثبت الجنرال ميشال عون زعيم «التيار الوطني الحر»، عبر المشاركة الضخمة التي نزلت إلى الساحة الرئيسية في وسط لبنان، أنه ظاهرة سياسية ـ شعبية. ولكن…
ولكن هو أثبت أيضاً أنه زعيم طائفي ليس فقط لأنه منخرط في السلطة ومؤسساتها وممثلاً لقسم كبير من المسيحيين، بل لأنه يدب الصوت مسيحياً ويرفع شعارات طائفية لا لبس فيها.
قد يقول قائل «هذا لبنان».
نعم ولكن قبل أقل من اسبوع شاهدنا لبنان مختلفاً. فقد ملأت التحركات الشعبية شوارع بيروت ولكن أيضاً معظم المدن اللبنانية في حراكات هي «نقيض كامل» للحراك البرتقالي.
لا مجال للمقارنة بين هذا وذاك.
التحركات الشعبية المدنية كانت تحمل شعارات لاطائفية، اختلط المواطنون بغض النظر عن طائفتهم بين بعضهم البعض يطالبون بتغير نظام مبني على محاصصة الطوائف والملل والمذاهب في سياق مطالبتهم بمحاربة الفساد.
هم حقيقة يطالبون بتغير النظام. هذا النظام المبني ليس فقط على الطائفية البغيضة، ولكن أيضاً على الفساد وعلى تشديد الخناق على كل طموح للتغيير السياسي عبر ممارسة «التوريث السياسي» الذي يثبت تحكم الفساد في مفاصل الدولة اللبنانية ويسد أفق أي تطور للحياة السياسية.
سؤال للذين نزلوا إلى شوارع بيروت تلبية لنداء الجنرال الزعيم المسيحي ميشال عون: هل شاركتم في مسيرة الحراك المدني في ٢٩ آب في بيروت أو في أي مدينة أخرى؟ وماذا رفعتم من شعارات؟
في حركتين منفصلتين استطاع الجنرال عون اثبات موقعه كزعيم لبناني مثله مثل كافة الزعماء: زعيم طائفي يمثل طائفته فقط وزعيم سياسي يكرس التوريث داخل طائفته.

وقوف عون في صف حماة المقاومة لا يحميه من «تهمة الزعامة اللبنانية الكلاسيكية الطائفية»، فالطائفية والاستنسابية هي نقطة ضعف كل مقاومة تحت كل سماء.