قتل الزميل جيل جاكييه (Gilles Jacquier) وهو يقوم بواجبه المهني في سوريا.
الزميل محمد بلوط مراسل الـ”بي بي سي” (BBC) روى لنا عبر الهاتف ما حدث:
كنا مجموعتان من الصحافيين في حمص: الأولى تضم صحافيين من “سي إن إن” (CNN) و”سي بي إس” (CBS) و “أ.ف.ب” (AFP)، يرافقنا مسؤول من الإعلام السوري. ومجموعة ثانية بينها جيل جاكييه، وتضم صحافي آخر من التلفزيون الفرنسي، وخمسة صحافيين بلجيكيين وسويسريين وصحافيين من لبنان وترافقهم راهبة لبنانية.
وقمنا بجولة على المستشفيات في منطقة زهيرة التي تخضع لسيطرة الجيش السوري وعندما تركت مجموعتنا المنطقة حوالي الساعة الثالثة، خرجت مظاهرة مؤيدة للأسد أمام مستشفى زهيرة بدأت بترديد الشعارات المؤيدة للنظام. عندها أطلقت قذيفة باتجاه الحشد، فقتلت ثمانية من المتظاهرين المؤيدين للأسد وأصابت عدداً منهم.
فهرعت مجموعة الصحافيين الثانية إلى المكان في لحظة إطلاق قذيفة ثانية أصابت الزميل جيل جاكييه فقتل على الفور وجرح صحافي من الراديو البلجيكي الفلامنكي في رأسه. حصل كل هذا في الشارع المقابل للمستشفى في حي زهيرة، الذي يعتبر معقلاً علوياً وتم استهدافه عدة مرات من المتظاهرين ومن القناصة القابعين في الأحياء المواجهة.
وقد طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطات السورية بأن تقوم بـ«كشف كافة ملابسات الحادث وتكشف الفاعلين والظروف التي أحاطت بمقتل الصحافي». وأعرب ساركوزي عن «الكثير من الحزن والأسى» بسبب مقتل جاكيه ووصفه بأنه «رجل شجاع» لأنه يقوم بعمله «نقل الحقيقة عن الوضع السوري». والجدير بالذكر أن جاكيه هو الصحافي الأجنبي الأول الذي يسقط منذ اندلاع الأحداث في سوريا.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، في بيان صادر الكي دورسيه السلطات السورية بالقيام بتحقيق «من أجل كشف ظروف المأساة» وأدان بقوة ما اعتبره «عملاً قبيحاً» وكرر دعوة السلطات السورية إلى ضمان أمن وسلامة الصحافيين العالميين الموجودين على أراضيها وضمان حرية الإعلام.
جيل جاكييه في سطور:
مولود في عام ١٩٦٨ انضم إلى العمل الصحافي عام ١٩٨٩ وغطى غالبية النزاعات التي اندلعت في العالم من كوسوفو إلى أفغانستان وفلسطين والجزائر وجنوب أفريقيا وفي زائير وساحل العاج وهاييتي والعراق، قبل أن يبدأ بتغطية «الربيع العربي» في عدد من البلدان العربية في السنة المنصرمة. وإلى جانب اهتمامه بالنزاعات غطى جاكيه مهرجانات السينما والألعاب الأولمبية.