صالح أشمر
….ولما زهقت من أخبار النفايات المكومة في بيروت والضواحي وسائر المدن الفينيقية العريقة التي لم يبق من صباغها الارجواني إلا الذكرى…ولشدة ما تاذيت من مرأى امراء المزابل والنفايات وأصحاب امتيازاتها ومقاوليها على شاشات التلفزة التي أضحى معظمها مكبا حقيقيا لنفايات الآراء والشخصيات التي لولا النفايات ما كان لها أن تظهر على شاشة ولا في مكان عام….صعدت الطريق المؤدية إلى مدخل بلدتي العديسة المعروف بالثغرة طلبا لتنشق الهواء الطلق الذي يهب موجات موجات استحم فيها واطهر البدن والروح مما أصابها من تلوث بيئي وفكري. ..هناك كنت على تماس مع حقيقة من نوع آخر جعلتني أقف وقفة العز هذه التي تروني عليها الآن…بجواري جندي دولي من الكتيبة الإندونيسية التي لا يتقن أفرادها من فنون القتال وردع العدوان سوى تحية عذبة يلقونها على الذاهب والاتي :سلام عليكم… !وخلفي موقع للجيش الإسرائيلي لا يجرؤ الجنود الكامنون فيه على الإطلالة برؤوسهم منه …بعد أن مضى زمن طويل لا يجرؤ مواطن من بلدتي أو غيرها أن يلقي نظرة عليهم …وقفة العز هذه التي انستني كل مزابل البلاد والمتكالبين على اقتناص المكاسب منها …انما أدين بها الى أبطال المقاومة الذين طردوا المحتل الاسرائلي من بلدتي وسائر البلدات المحتلة في الجنوب عام ألفين، والذين اوقدوا نيران المحرقة الثانية بالجنود الإسرائيليين ودباباتهم عام ألفين وستة…برائحة هؤلاء الأبطال المقاومين الزاكية انتشيت… وتركت لأمراء المزابل رائحة اطماعهم و فسادهم تزكم انوفهم و تكللهم بالعار والشنار .
.