- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أميركا وإيران …بعد خطاب خامنئي وفشل الكونغرس

Ali Nasserdineعلي ناصر الدين

حدثان مهمان جاءآ بعد بضع ساعات على خطاب خامنئي العاصف ،ان ايران لن توقف وصف اميركا بالشيطان الاكبر،  ولن تناقش اي ملف خارج ملف الاتفاق النووي بالاضافة الى التهديد بازالة اسرائيل من الوجود خلال ٢٥ سنة، هذان الحدثان هما اعلان فشل الكونغرس بوقف الاتفاق النووي مع طهران  وتصريح الامين العام للأمم المتحدة بان المفاوضات بخصوص اليمن ستبدأ قريبا.
هذا الخطاب ان دل على شيء فهو يدل على التخبط الايراني وذر الرماد في العيون او بكلمات أخرى استهبال الشعوب وعلى رأسها الشعب الايراني الذي عانى خلال ربع قرن  واكثرمن الويلات نتيجة للسياسة الحمقاء التي انتهجها نظام الملالي والاحلام الامبراطورية التي تعصف برؤوس قباداته.
يدرك الايرانيون تمام الادراك ان كل التهديدات والاوصاف التي اطلقوها ضد اسرائيل والشيطان الاكبر لم يعد لها مكان بعد الانتهاء من الملف النووي ولا بد ايضا انهم يدركون انه لولا التطمينات الايرانية لاسرائيل و«المباحثات التي يبدو أنها جرت معها سرا» لم يكن باستطاعة الادارة الاميركية تمرير هذا الاتفاق والموافقة عليه من الكونغرس وهكذا  بدا مجلس الشيوخ الاميركي موافقاً عليه ايضا ضمناً وبالتالي أصبح نافذا.
من ناحية اخرى هنالك القلق الذي يعتري النظام الايراني من تزايد التدخل الروسي في سوريا وهزيمة الحوثيين في اليمن حلفاء ايران، هذه الهزيمة التي فاجأت الايرانيين كما فاجأتهم عاصفة الحزم التي ترأستها السعودية واشتراك جميع دول الخليج في هذا العمل العسكري وارسال المقاتلين من السعودية والامارات وقطر والبحرين وغيرها من هذه الدول التي امتزجت دماء ابنائها ببعض وان كانت فقط هذه الدماء سعودية واماراتية وبحرانية فانها تمثل كذلك قطر والكويت وهكذا تكرست وحدة الخليج بالدماء وليس فقط بالسياسة.
من المؤكد ان عودة ايران الى المجتمع الدولي ستكون عائقا  في استمرارها مساندة الارهاب  وستتضح الصورة الداخلية اكثر فاكثر ان كان هذا التباين بين المحافظين وعلى رأسهم خامنئي وبين المعتدلين توزيع الادوار سيستمر بعد البدء بتنفيذ الاتفاق حيث انه من الصعب تنفيس الشعب الايراني بعد هذا الحقن المتواصل منذ ثلاثين سنه ودغدغة عواطفه تارة باحلام امبراطورية فارغة وطورا بخلق اعداء خارجيبن خصوصا اسرائيل التي يعرف حكام ايران عمق الروابط التاريخية معها بدءا بسبي بابل، مرورا بـ«ايران غيت»، وصولا الى الملف النووي الذي تدعمه اسرائيل والتي يبدو أن عمدت إلى تخفيف صدى ضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والطلب اليه عدم الضغط  كثيراً على الكونغرس ومجلس الشيوخ للسماح بتمرير الاتفاق.