- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نخبة لا تساوي فلسا واحدا ولا يعول عليها لا اليوم ولا غدا

robert - copieروبير بشعلاني

خمس دول عربية تعد حوالي ١٥٠ مليون نسمة يجري تهديمها امام اعيننا. من البنى التحتية الى الفوقية مرورا بالبنى البشرية خصوصا.
البنى التراثية وكل ما يدل على المواطنين او يعطي اولادهم يوما دليلا على أين كان مكان وجود اهلهم في يوم من الأيام، هذه الآثار يجري محوها بمنهجية.
اكثر من تريليون دولارا ( الف مليار دولارا) حجم خسائر هذه الدول بحسب التقديرات الأولية. وهو حجم لا يمكن تعويضه قبل اقل من عقود طويلة. مئات آلاف من البشر يجري تهجيرهم من قراهم ومدنهم واليوم من بلادهم كلها بشكل منهجي.
تحولات بالجغرافيا والجغرافيا السياسية والبشرية والاقتصادية تطال بلادنا وتضعنا امام احتمالات الاسئصال او الإخضاع الكلي.
ماذا يوحى للنخب المحلية العربية جمعاء كل ذلك… تلك التي يعقد على نواصيها الخير مبدئيا ؟
حرب على الفساد والاستبداد ومن دون تحديد المطالب… حكام لم يتم تحديدهم بشكل دقيق. وعندما يضيع المطالبون بمحاربة الفساد بين الأعداء يتوجهون اليهم ” كلهم”… اي الى «لا احد».
هذا يريد حرية بلا مضمون، وذلك يريد عدالة، والثالث يريد جواز سفر لابنه، والرابع ان يكون مثليا محترما في المجتمع، والخامس ان تراه الطائفة فتأخذه على لوائحها، وآخر يريد علمانية وواحد دولة المواطن.
كل شيء بالوطن، اما الوطن فقد دخلت الماء بمراكبه وبدأ يترنح تمهيدا للغرق.
مئات القتلى يوميا بقصف الشقيق للشقيق. شقيق يملك مفتاح الاسلام ومعالمه يهدد شقيقه بتدمير كل حجر واقف في صنعائه ، مئات القتلى يوميا والاف الجرحى بين البر والبحر، بين الارض والسماء.
الأعداء من كل جانب وتأتيك نخب تدعو الى أندلس حين تقصف حلب. نخب تحاول ان تقنعك انه بدون ديكور جيد في البيت لا يمكنك ان تواجه الحريق الذي يلتهم البيت.
وإذا نبهته الى فعلته يرغي ويزبد ويطلب منك ان تواجه النظام العفن بدل ان تنتقده.
اذا حاولت ان تنهيه عن النار يرميك بها او يكاد. تحاول ان تربط الأحداث من العراق الى فلسطين الى اليمن فسوريا ولبنان ووووو….بما انها مترابطة، فينهرك ويروح الى مشاكل الحي والقرية.
هذه النخبة التي لا تستطيع ان ترى البلاء المستشري في كل محيطها، والمهدد لكل وجود بشري عربي أيا كان صنفه او عرقه او قرابته او طبقته، هذه النخبة التي اعمتها كتبها وحواسيبها عن استشعار الخطر الوجودي الذي اصبح داخل البيت، هذه النخبة لا تساوي فلسا واحدا ولا يعول عليها لا اليوم ولا غدا.
فقط بضع مقاومين اشداء هنا وهناك يحاولون ان يواجهوا النيران الآتية والخطر. انهم ملح الارض وامل البشرية بأسرها.
نخب نخرها سوس العدو بفكرها ومناهج تفكيرها واساليب عملها فصارت «إن» (in) هذه النخب هي في الواقع «أوف» (off) منها… قالباً ومضموناً.