- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الإخوان المسلمون… التمكين بعد الضعف!

 

صناديق الاقتراع أوصلت الإسلاميين إلى الحكم

جمانة فرحات ــ خاص “أخبار بووم”

“في مصر (الحرية والعدالة) خرجوا من السجون ليحمكوا. في تونس (حركة النهضة) عادوا من المنفى ليحكموا. في فلسطين (حركة المقاومة الاسلامية حماس) قاوموا الاحتلال ليحكموا فلسطين، في المغرب (حركة العدالة والتنمية) تغلبوا على الخوف ليحكموا. في اليمن (التجمع اليمني للاصلاح) صبروا واحتسبوا وناضلوا وسيحكمون اليمن. حقاً أنه وعد الله الاستخلاف بعد العناء، التمكين بعد الضعف، الأمن بعد الخوف”.

عبارات هي جزء من ملصق تم تداوله منذ فترة وجيزة على موقع التواصل الاجتماعي”فايسبوك” ليعكس حالة “النشوة” التي يشعر بها الاسلاميون، وبشكل خاص، أنصار فكر الاخوان المسلمين، بعدما أفرز “الربيع العربي” تبدلات في المشهد السياسي، جاعلاً الاسلاميين في المقدمة.

نتيجة يؤكد مؤيدو التيارات الاسلامية أنها جاءت بعد عناء طوال سنوات في ظل أنظمة القمع العربية، التي جعلتهم عرضة للملاحقة في بلدانهم ولم ترحمهم الا بعدما سجنتهم او دفعتهم إلى اختيار الابتعاد في المنفى. ولذلك جاءت عبارة الاستخلاف بعد العناء. أما التمكين بعد الضعف، فيدللون عليه بما عكسته نتائج الانتخابات، وتحديداً في كل من مصر التي سجلت فوزاً كاسحاً للاخوان المسلمين والتيارات السلفية في الجولات الثلاث من الانتخابات التشريعية. وهو المشهد الذي كانت تونس سباقة في رسمه، حيث باتت حركة النهضة أقوى الأحزب وأكثرها تمثيلاً. أما في المغرب، فكانت نتائج الانتخابات حاسمة بعدما نجحت حركة العدالة والتنمية، بزعامة عبد الاله بنكريان، بالفوز بالأغلبية البرلمانية ما مهد الطريق لتشكيل اول حكومة اسلامية في تاريخ المغرب.

ويؤكد الاسلاميون أن هذه الانتخابات جاءت للمرة الاولى منذ عقود لتعكس الارادة الحقيقية لشعوب هذه البلدان، بعدما بات المواطن يشعر ان بامكانه الاعلان عن تأييده لهم جهاراً دون أن يخشى الملاحقة من الأجهزة الأمنية. هذه التطورات تجعل من الممكن اخيراً القول إنه “آن الأوان للأمن بعد الخوف. فمن يصل إلى السلطة لا يوجد لديه ما يدعو للخوف. ومن بيده السلطة، والحكم، فلن تجرؤ الأجهزة الأمنية بعد اليوم على مطاردته بل انه هو من سيتحكم بها. كما لن تجرؤ الوزارات في عهده على العمل لتزوير نتائج الانتخابات لمنعه من تحقيق نتائج جيدة. وفي المحصلة، لن يكون هناك من يحول بين الاسلاميين وبين تطبيق رؤياهم لأسلوب الحكم فلهم القول والقرار وعلى الشعب الطاعة.

تصور اقل ما يمكن القول عنه انه “وردي” يخلو من أي اخذ للاعتبار للتحديات التي ستواجه الاسلاميين في الفترة المقبلة. فهم يرثون أنظمة هشة، تعاني بفعلها بلدانهم من مصاعب اقتصادية واجتماعية تطلب حلول عاجلة فضلاً عن خطط بعيدة المدى تمكنهم من تخطيها. وهنا تكمن المعضلة الحقيقية، اذ تخلو برامج معظم التيارات الإسلامية من برامج واضحة في هذا السياق.

ولذلك، فإن القادمين الجدد إلى السلطة لن يطول الوقت حتى يجدوا انفسهم امام اختبار “حلوها ومرها”، ليظهر اسلوب التعاطي الذي سيختارونه ما اذا كان “التمكين بعد الضعف” سيكون بمثابة نعمة لبلادهم أم نقمة… وخصوصاً أن المؤشرات الآتية من بعض بلدان الربيع العربي لا توحي بالكثير من التفاؤل.