- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحلول لأزمة لبنان نجدها عند …كشك الجرائد في شارع الحمراء

صالح أشمر

ولما عدت من إجازتي الناعمة في بلدتي العديسة الوادعة،كان لا بد لي من معاودة الحج إلى شارع الحمراء في بيروت بعد انجلاء عاصفة الرمال وعلى الرغم من ثبات النفايات في الأزقة والحارات. ..وكان أول ما فعلته الوقوف عند كشك الجرائد والمجلات لصاحبه الامجد صديقي ابي أسعد …وبعد ان تصفحت العناوين وتزودت بجريدة السفير التي ادمنت على قراءة ما فيها من مقالات وأخذ العلم بالوفيات. ..جلست على كرسي المعتاد وسألت أبا اسعد عن رأيه في ما جرى اثناء غيابي من حوادث في البلد .فتنحنح وقال :فالج يا أبا مروان لا تعالج ،وآخر الدواء الكي ،والمريض الذي يحتاج إلى عملية جراحية ليبقى على قيد الحياة لا يعالج بالمسكنات .قلت : كيف ترى حراك الشبيبة في الساحات؟ قال: أجمل ما فيه هذا التلاقي الذي اشتقنا إليه من زمان بين الشبان من سائر أنحاء لبنان، وهتافاتهم بصوت واحد ضد الفساد والمفسدين، ومطالبتهم بمحاسبة الحرامية والمقصرين ،ومناداتهم بقانون عادل للانتخابات يكسر احتكار الأصوات للمحادل الطائفية والكسارات.قلت:هذا في حد ذاته جميل ولكن هل ترى إلى تحقيقه من سبيل؟ قال:يحتاج ذلك إلى أكثر من الاعتصام واعلان الإضراب عن الطعام إلى أن يستقيل وزير البيئة مثلا لعجز الحكومة عن حل مشكلة النفايات فالوزبر مهما جرى لن يستقيل لأنه لا يملك لنفسه القرار وفهمك كفاية. قلت:لعلهم أدركوا ذلك ففكوا الاعتصام . قال: بعد أن عضهم الجوع بنابه والجوع كما تعلم كافر والفتية من أهل الإيمان فلا يلتقيان …وضحك أبو أسعد واضاف: ثم إن الشبيبة تكثر من المطالبات وتنتهي بالرضا بإطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين …ثم يدب بينهم الخلاف على أولوية المطالب والشعارات ،ولا من قيادة تجمعهم ولا مرشدين يصوبون حراكهم. ..وهذا لا يقود إلا إلى الفوضى والفلتان ويسمح باندساس المخربين بينهم مما يفسد نبل مقاصدهم، وهذا ما يسعى إليه كثيرون من زبائن السفارات و عملاء المخابرات. قلت:أراك متشائما يا أبا اسعد! قال:الم نكن انا وانت من شبان السبعينيات ورأينا كيف أمكن لأرباب الطائفية و وكلاء الإمبريالية ان يحولوا نضالنا الوطني والمطلبي الشريف إلى حرب أهلية ما زلنا نعاني من نتائجها المقيتة؟ قلت: ما العمل في هذه الحال؟ قال:لايمكن تحقيق الاصلاح الجذري إلا بثورة شعبية عارمة. وما دام هذا الأمر في بلدنا مستحيلا بسبب الاصطفافات الطائفية، فلا مناص من العمل بإصرار وروية على تحقيق المطالب السياسة والاجتماعية خطوة خطوة، .قلت :على طريقة كيسنجر إذن! قال:ولم لا؟إذا كان ذلك يوصلنا الى تحقيق المطلوب من دون خوض الحروب.