- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجامعة العربية …«جامعة الفشل العربي»

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

ما زالت الديبلوماسية العربية تقلّد «لعبة الكبار» بشكل فكاهي ومضحك. يتحرك الديبلوماسيون العرب وكأن لهم وزناً في شؤون العالم، مع ذلك يجتمعون ويسافرون ونزلون في الفنادق الكبرى ويلتقون مع «زملائهم» ويولمون ويتباحثون معهم (وحده الله يعلم ماذا يقولون في خلواتهم)، ويقفون خلف ميكروفونات اللقاءات الصحفية… ويتكلمون… ولكن النتيجة …صفر.

لم تتقدم إلى الأمام حالة ووضعية الدول العربية على رقعة العلاقات الدولية قيد انملة. تراجعت قدرات الدول العربية  على التأثير في مسيرة شؤونهم وأحوالهم (إن لم نقل انعدمت)… رغم التباهي بالتحالفات مع الدول الكبرى … والصغرى.

أكثر ما يضحكني (وبكل تأكيد ما يضحك المواطنين العرب) هو بعض ما يرد في نشرات الأخبار مثل «التقى جون كيري …مع نظيره … (أي وزير خارجية دولة عربية أياً كانت )». مضحكة هذه المقولة. فالنظير يكون متساو لنظيره في القوة والتأثير على مجرى الأحداث. فهل هو حال وزراءنا العرب؟

الأمثلة كثيرة…قبل يومين تجسد هذا العجز المفضوح في مسألة فشل الدول العربية في اقناع أعضاء الوكالة الدولة للطاقة النفطية بتبني مشروع تقدمه مصر (لحفظ ماء الوجه لا أكثر ولا أقل) ينص على «وضع إشارة حول قدرات إسرائيل النووية لمراقبتها» (انتبه لم يقل المشروع تفكيك القوة النووية الاسرائيلية!). ومع ذلك فشلت الدول العربية في إقناع «حلفاءها» (هؤلاء النظراء الذين يلتقي معهم وزراء خارجيتها) بهذا الحد الأدنى من قوننة امتلاك اسرائيل للقوة النووية.

ومع ذلك تابع هؤلاء الديبلماسيون عنجهيتهم وتقيدهم للكبار وحفلات الكبار: فإذا بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي الذي أولم في حفلة وداعية للأمين العام المساعد «رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح» يؤكد وبـ«نبرة عالية» أنه يستنكر ويندد وأنه «أرسل رسائل» … وأنه سيتوجه إلى نيويورك الثلثاء المقبل للمشاركة في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة. يا لسخرية المناسبة ! حفل توديع رئيس قطاع فلسطين والأراضي المحتلة مناسبة لإعلان العجز في قضية فلسطين… ومع ذلك أكل الجميع هييئاً وشربوا مريئاً.

عجز الجامعة العربية لم يعد خافياً على أحد. يكفي النظر إلى تشرذم الدول العربية حتى يضحكنا وصف هذه المؤسسة بأنها … «جامعة»! ماذا تجمع هذه المؤسسة غير ديبلوماسيين يذهبون ويجيئون من دون أي نتيجة سوى إعطاء الدول الكبرى غطاء لما يحيكوه للدول العربية؟

لنسقط القناع الذي تلبسه الديبلوماسية العربية. لنزيل غشاء التباهي عن عيوننا ولنعترف أن الديبلوماسية العربية غير نافعة وليست ضرورية ولا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الدول العربية بين الأمم.

لا نستطيع المطالبة بوقف نزيف الحفلات السفريات والتنقلات التي لا تقدم ولا تؤخر في موقع الدول العربية إذ، ونحن في عصر الشفافية وأنترنيت، لا يوجد على موقع الجامعة أي رقم يدل على ميزانيتها وعلى مصاريفها.

يمكن القول أن عجز الجامعة هو انعكاس حقيقي لعجز كل الدول العربية على حماية مصالحها بسبب سوء الحكم والفساد. فهي حقاً «جامعة الفشل العربي».