يشهد القسم الغربي من الكرة الأرضية (أوروبا والشرق الأوسط وقسم من أميركا الشمالية) خسوفاً كاملاً للقمر. هذا الخسوف المقبل الذي سيحصل ليل الأحد إلى الاثنين لا يشكل أي خطر على النظر ويمكن معاينته بواسطة مناظير وبالعين المباشرة من دون أن يضر خلافاً لحالات كسوف الشمس.
سبب هذا الخسوف العملاق أي اختفاء القمر كاملاً هو أن النجم وصل إلى أقرب مسافة له من الأرض وسيميل لونه إلى الأحمر خلال الخسوف كامل ليلة الاحد الاثنين في ظاهرة رائعة ونادرة لن تحصل مجددا قبل العام 2033. وستتسنى معاينة الخسوف الكامل لمدة تتخطى الساعة من القارة الأميركية إلى الشرق الأوسط، وذلك بين الساعة ٢ و٣ بتوقيت غرينيتش.
ولتفسير هذه الظاهرة فإن القمر لاينتج ضوءه الخاص بل يتلقاه من الشمس. وفي الساعات الأولى من يوم الاثنين، سيصبح القمر على خط متساو بالكامل مع الأرض والشمس، وبالتالي فإن ظل الأرض سيغطي القمر برمته. وتوازي مساحة الظل الذي تشكله الأرض حجم القمر الظاهر بمعدل ثلاث مرات تقريبا. ويمكن للظل أن يغطي القمر بالكامل”.
وسيختفي القمر من أمام أعيننا بعد أن تغيب عنه أشعة الشمس ليظهر مجددا بصبغة حمراء في إطار ظاهرة تلقب بـ “قمر الدم”.
ويعزى هذا اللون إلى ظاهرة ضوئية، فكل اشعة الشمس التي تخترق الغلاف الجوي يتم عكسها، ما عدا الأشعة الحمراء التي يحرفها الغلاف الجوي عن مسارها فتضيء سطح القمر.
وبالتالي فإن لون القمر يختلف باختلاف حالة الغلاف الجوي للأرض، فإذا كانت الجزيئات كثيرة فيه بسبب تلوث شديد، تعكس أيضا الأشعة الحمراء ولا تصل بالتالي إلى القمر. وإذا كان الأحمر داكنا، يمكننا القول إن حالة الغلاف الجوي جيدة. أما إذا كان اللون جد فاتح، فيكون الوضع كارثي بالفعل.
ويصادف القمر أيضا الاثنين في أقرب نقطة له من الشمس وهو سيكون بالتالي كبيرا ولامعا في السماء “ويبدو أكبر بنسبة 14 % وأكثر لمعانا بنسبة 30 %”، على حد قول سام ليندسي من الجمعية الملكية لعلم الفلك في لندن. وهذه الظاهرة المعروفة بـ “القمر الخارق” ناجمة عن المدار البيضاوي المنحى للقمر الذي يدور حول الأرض ليس بشكل دائري بل بيضاوي، مبتعدا عنها أحيانا ومقتربا منها أحيانا أخرى.
وتعود المرة الأخيرة التي صادف فيها قمر دم مع قمر خارق للعام 1982، بحسب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). أما المرة التالية، فهي لن تحدث قبل العام 2033.