- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هكذا يعشق الرجل العربي

لينا جزراوي
يبدع في نظم الشعر وكتابة الروايات العاطفية، ويتألق في رسم الاطار العام والصورة التي يتخيل بها وصاله مع حبيبته، فهي العذراء، البريئة، الرقيقة، وهي العذبة، النقية، الجميلة التي لا تخطىء، هي الأمل والمستقبل، عيناها، وشفتاها، وردفاها، أول الكون وآخر الكون،
بها يكون وبدونها لا معنى لحياته .
يشعل فيه صوت أم كلثوم لهيبا حارا، وتفيض روحه حنينا واشتياقا، ويسرقة صوت عبد الحليم، الى ما فوق الغيوم والسماوات، أنظر حولي، وأتأمل حياة الكثيرين، ونفوسهم المعذبة بالأهواء.
أنظر حولي، وأستشعر تلك الأهواء الهائلة التي تعلن عن وجودها. كما في حلم وردي.
لكن، مسكين رجلنا العربي، فهو بقدر ما يحب المرأة، يخافها.
فلا يرغب بأن يدخل تلك السطوة الهائلة من المشاعر الى كيانه، ولا يسمح لها بأن تتملكه، لأنه مؤمن بأن وراء تحرره من الحب انتصارا عظيما لشخصه، فهو يشعر مع المرأة بأنه أسير، وضعيف، ومسلوب، وتضيع منه حريته المزعومة، تلك الحرية التي يعتقد أنها ستسلب منه ان هو ازداد حبا وتولعا، فبقدر هذا الولع، تزداد الرغبة في الهروب.
يعشق حتى الثمالة، يسهر، ويحلم، ويتعذب، ويبكي أحيانا، لكن، بدون حقوق ولا واجبات، يعشق، ويتأمل، ويسبح في بحور الهوى، لكن، بدون خطط للمستقبل، لأنه يسعى لنوع من الحب، يمثل الانعتاق الحر، والهروب من الواقع.
الا تعتقدون معي بأنه، حتى الحب في العالم العربي، تحكمه فكرة ذكورية تقول، بأن التعبير عن المشاعر والعواطف، هو ضعف؟
فلماذا لا تتحرر أيها الرجل من ثقل الأفكار الأرضية المفروضة مسبقا، فلا شيء يحصن ضد الحب حين تمسنا عصاه السحرية، وما معنى الحب اذا لم يكن فعلا؟
أي سخف هي تلك الأشواق التي تنسج من ورق، ورسائل، ومن ورد، وتمنيات، ورغبات، وأغنيات.
ورد، وتمنيات، ورغبات، وأغنيات تأخذ شكلا مختلفا، شكل رسائل الكترونية. فحب هذه الأيام أصبح افتراضيا، فضائيا.
فلتتحرر أيها الرجل العربي من ضعفك، فالاعتراف بالحب فضيلة.
ولا تصدق الا أنه، بالحب وحده يحيا الانسان.