- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تدخل روسيا يرسم خطوط جديدة في المنطقة

Ali Nasserdineعلي ناصر الدين

منطقة تحترف البكاء منذ ان نشأت الاديان في هذه المنطقة وشعوبها تحترف البكاء، اليهود يبكون على الهيكل، المسيحيون يبكون المسيح وصلبه، الشيعة يبكون الحسين، السنة يبكون الخلافة. وجميع عرب والمسلمين يبكون الاندلس، اما البكاء على فلسطين فحدث ولا حرج، وكأن العرب والمسلمون لايجيدون سوى النحيب، فإن غاب او ابتعد سبب للبكاء يختلقون سببا آخر يضيفونه الى الاسباب السابقة. الآن بدأ العويل والنواح على سوريا الذي يقول وليد جنبلاط عنها انها كارثة كبرى،كأن اربع سنوات من حرب الابادة ضد الشعب السوري لم تكن كافية لاستشراف المستقبل والتوقع لما يحدث اليوم من قتل وتدمير وتهجير وتقطيع اوصال هذا البلد العربي العريق.

صحيح ان العالم يتفرج على مايحدث ولكن هل من الممكن لهذا العالم ان يفعل اي شيء بغياب اميركا الفاضح عن المشهد الشرق اوسطي وسياسة اوباما الانهزامية امام الدب الروسي. لم تصل اميركا منذ تاريخها للحطيط الذي اوصلها اليه اوباما، ولا عجب في ذلك، اذ ان وصوله هو بالذات الى البيت الابيض لم يكن سوى مصادفة تاريخية مأساوية، ليس فقط لشعوب كثيرة تخلت عنها اميركا بل ايضا لاميركا بالذات التي افقدها الرئيس الاميركي مصداقيتها واخلاقها وقوتها في مواجهة احداث تستوجب وجود رئيس اميركي قوي وشجاع لايحمل مآسي التاريخ وينهزم امامها كما هي حال اوباما اليوم.

يجد الرئيس الاميركي الضعيف، المتردد امام بوتين ذلك الدب الروسي الذي يعرف مايريد وينفذ مايريده دون وجل او خوف، ومن حظ الأخير ان مقابله رئيس اكبر واقوى دولة في العالم في هذا المستوى من الضعف تاركا الطغاة في موسكو وايران يسرحون ويمرحون.

الطغاة يتحالفون مع الطغاة،فقد ذكْر جنبلاط بتحالف ستالين وهتلر عام ١٩٤٠ حيث تحالف الاثنان وتركت المعارضة البولونية وحيدة تواجه مصيرها، ومزقت بولونيا وخسرت الكثير من اراضيها التي اقتسمها الطرفان، تماما كما يحدث في سوريا اليوم حيث سيتقاسم الطاغية الروسي وطغاة ايران النفوذ والحصص، اما طاغية دمشق وهو الاضعف فستكون نهايته محتومة عندما يبدأ تقاسم الجبنة. اما الغرب المتفرج العاجز فهمه الوحيد كيفية التعامل مع مشكلة اللاجئين. من ناحية اخرى تتهامس في الغرب اصوات بعض مفكريه وسياسيه انه مهما كانت نتائج الانغماس الروسي في الحرب السورية سيكون بالنتيجة لمصلحته، وهنالك احتمالان لا ثالث لهما اما القضاء على التنظيمات الارهابية وهذا سيريح الغرب وينهك روسيا او اخفاق روسيا في القضاء على التنظيمات الارهابية وهذا ليس فقط سينهكها انما سيغرقها في المستنقع السوري كما غرق الاتحاد السوفياتي سابقا في المستنقع الافغاني. مجمل القول ان تحالف الطغاة ضد الشعب السوري ودعما لنظامه “المؤقت” سيزيد من معاناة هذا الشعب ويرسم الخطوط الجديدة لتقاسم النفوذ بين طغاة روسيا وطغاة ايران اما حزب الله فسيبكي قتلاه ويرفع رايات الانتصار كالعادة علما انه الخاسر الاكبر في معركة التقاسم القادمة.