- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاند- بوتين: بعكس الظاهر تقارب في الشقين العسكري والسياسي

Capture d’écran 2015-10-03 à 01.05.43باريس – بسّام الطيارة (خاص)

ساعة و١٧ دقيقة قضاها الرئيس فلاديمير بوتين في غرفة، منفرداً مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، بع لقاء منفرد أيضاً مع أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية. بالطبع كان محور اللقاءين سوريا، فقد فرضت روسيا بتدخها المكثف نفسها لاعباً على رقعة الحرب السورية.

وصل بوتين إلى قصر الإليزيه في تمام الساعة ١٢ ودقيقة، ودقيقة التأخير هذه تسمى دقيقة الوجاهة ويعتمدها عدد من الرؤساء بحيث بات رؤساء فرنسا لا يقفون أعلى درج الإليزيه إلا حين تدخل سيارة «الضيف المتأخر دقيقة واحدة» باحة القصر. اليوم كان وجه بوتين بشوشاً وهو يقف إلى جانب هولاند بمواجهة المصورين، بينما كان وجه مضيفه الفرنسي منضبطاً من دون أي تعبير.

بالطبع يدرك الرئيسان ومعهما مستشاروهم بأن مواقف البلدين من المسألة السورية متناقضة وأن ما يفرق بينهما أكبر بكثير مما يجمعهما أي «محاربة داعش». ويختصر أحد المقربين من الرئاسة الفرنسية نقاط التباعد (والتي لا يتردد من وصفها بأنها نقاط اختلاف بسبب تعنت موسكو)، وهذه النقاط هي دعم موسكو لنظام بشار الأسد بشكل عام منذد بداية الأزمة السورية، وزيادة هذا الدعم في الاسبوعين الأخيرين مما يمكن «أن يؤجج الحرب ويطيل معاناة الشعب السوري» حسب قوله، وأخيراً قصف «كل شيء ما عدا داعش، وبشكل خاص المعارضة المعتدلة». أحد أفراد الوفد السوري قال لعدد محدود من الصحفيين «نحن أتينا بناء على طلب حكومة سوريا المعترف بها دولياً، ونقصف استناداً إلى غرفة عمليات مشتركة»، واستطرد واصفاً مطالب باريس وواشنطن بأنها «مضحكة» لأنها «تريد أن تفرق بين الجهاديين النمتطرفين والجهاديين الأقل تطرفا».

مصادر الرئاسة قالت بأن «الرئيسين حاولا تقريب وجهات نظرهما حول الانتقال السياسي في سوريا والوضع على الأرض» وترجمة هذا القول الديبلوماسي هو تأكيد وجود تباين حول الملف السورية أكان في شقه العسكري والطائرات المقاتلة للبلدين تجوب أجواء سوريا، أم في الشق السياسي حيث لا يكف هولاند ووزير خارجيته عن التأكيد على ضرورة أن يترك بشار الأسد الحكم في أي تسوية سياسية، بينما بوتين يشدد على ضرورة إشراك الأسد وجيشه في محاربة داعش من جهة وفي إطار أي عملية سياسية.

ولكن حسب مصادر مقربة فإن هذا التباين قد تم تقليصه «بشكل غير مباشر». فقذ أكدت هذه المصادر بأنه «التوصل إلى اتفاق توافقي لن يعلن عنه بشكل مباشر» في الشقين السياسي والعسكري. وهو «اتفاق مبهم من دون التفاصيل» يمكن تفسيره كل حسب هواه ليحاكي «المعلن من سياسته بشكل غامض». ففي الشق العسكري جاء ضمنا توافق على أن «داعش والقاعدة» هدفين يجب محاربتهما ما يسمح للموسكو بقصف أهداف جبهة النصرة، دون أن تتبنى باريس استهداف النصرة بل تكتفي بالإشارة إلى تنظيم القاعدة. وبالمقابل فقد لمح الروس إلى إمكانية تجنب ضرب الجيش السوري الحر.

أما في الشق السياسي فقد ردمت الهوة بشكل ضمني مبهم أيضاً على شكل تلاعب كلامي يشير إلى هذا التقارب: فقد صدر كلام عن الجانب الروسي يتمسك بوجود الأسد «في هذه المرحلة» وهو نوع من الترضية للفرنسيين والأميركيين قابلها موقف فرنسي يقول بضرورة أن لا يكون للأسد أي دور في أي «حل نهائي». ومقاربة، يمكن القول بأن المقولتين متشابهتان، وتسمح لبوتين ولهولاند بأن يتمسكا بمواقفهما المعلنة المتباعدة صوريا دون أي حرج.