- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فلسطين: السؤال الذي يتخوف العالم من طرحه

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

فلسطين في طريقها لانتفاضة ثالثة. هذا أمر لا شك فيه قد يتأخر قليلاً إلا أن «كل آتٍ قريب». الوضع في فلسطين والوضع العام في العالم العربي خصوصاً في الدول التي تحيط بـ«أم المآسي» الاحتلال الاسرائيلي تدفع نحو رؤوس العرب … كل العرب سؤلاً لا يتجرأ أحد على طرحه لا بصوت عال ولا بتوجيهه إلى نفسه بشكل تساؤول حميم. هذا السؤال، الافتراضي في الوضع الحالي. سؤال افتراضي يمكن أن يفرض نفسه إذا ما داومت اسرائيل على تعنتها الوحشي في إدامة احتلال همجي، وإذا ما ظل الغرب حامي اسرائيل جاهلاً للتأثيرات السلبية التي يفرزها هذا الاحتلال على حياة وأفكار الفلسطينيين ولكن أيضاً على كافة العقول العربية التي بدأت بالميل للولوج إلى من طرح هذا السؤال.

التغيرات التي شهدتها الدول العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة شئنا أم أبينا تعود إلى الظلم الذي يجترح فلسطين والذي يقطر دماً يتحول نقمة في كافة عقول العرب. نقمة على الغرب الذي يتحدث بحقوق الإنسان ولا يتحرك قيد انملة لإزالة ظلم قاهر لشعب كامل. الاحتلال وضرورة «الصبر لحين تحرير فلسطين» شكلت ظروف مؤهبة لولادة الديكتاتوريات دعمها الغرب لأنها كانت تكبل شعوب العرب وترميهم في بئر الجهل وتدجن عقولهم.

إن ارتباط كافة الشعوب العربية (مسيحية وإسلامية) والشعوب الإسلامية (وإن بدرجة أقل) بالقضية الفلسطينية أمر لا جدال فيه مهما حاول البعض فكر الارتباط الذهني والوجداني والقومي مع فلسطين. هذه الشعوب القريبة والبعيدة وبشكل لاشعوري تعيش واقع الاحتلال والظلم في فلسطين. أمامها الغرب الزائف والكاذب ووراءها الديكتاتوريات العفنة فالتفتت إلى كوة في جدار هذا الحصار لمستقبلها فوجدت خلاصها بـ…«الدين». هذه الشعوب كانت بطبيعتها الطيبة متدينة: المسلم مسلم والمسيحي مسيحي والآخرون على دين أولياءهم. الحصار الذي فرضه الظلم في فلسطين دفع الجميع إلى مغالاة في الدين.

لكل فعل ردة فعل: الاحتلال ولد الظلم الذي ولد مغالاة تحولت إلى تطرف، فكانت ردة الفعل تطرف لدى المحتل وتصاعد قوة اليمين الذي زاد من وحشية الاحتلال فزادت المغالاة لتصل إلى … القاعدة وداعش.

السؤال «المخيف» هو واحد يمكن أن يطرح على الكتل الأربع وليدة هذه الحالة التاريخية: إلى الفلسطينيين، إلى العرب، إلى الاسرائيليين وإلى الغرب، لتأتي الأجوبة العربية لتضع النقاط على حروف جهل الغرب وسذاجة الاسرائيليين.

السؤال المخيف هو: ماذا يقول الفلسطينيون والعرب والغربيون والاسرائيليون إذا ما جاء حل القضية الفلسطينية (أو محاولة حلها) على يد… داعش؟ ألا يشكل هذا السؤال شقاً في العقول يمكن لداعش أن تتسلل منه إلى النفوس؟

لا حاجة لأي جواب لهذا السؤال الذي لم يخرب من الأفواه ولكنه طرحه داخل الأدمغة العربية يشكل معاناة لا بعدها معاناة لما يمكن أن تشكل الإجابة من سد لأفق المستقبل العربي.