- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بشرى المقطري… معرّية متطفّلي الثورة اليمنية

جمانة فرحات ــ خاص «أخبار بووم»
«سنة أولى ثورة»، عنوان اختارته الناشطة والكاتبة اليمنية بشرى المقطري لأحدث مقالاتها، الذي لخصت فيه الأحداث الكثيرة التي مر بها اليمن طوال العام 2011 نتيجة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد للمطالبة بإقصاء الرئيس علي عبد الله صالح واركان حكمه عن السلطة التي امعنوا في احتكارها طوال أكثر من 33 عاماً.
احداث وتطورات، بحلوها ومرّها، أرادت المقطري، التي لم تبخل طوال شهور الاحتجاجات من المشاركة الفاعلة في الاعتصامات، أن تمر عليها، من دون ان تتوقع أن يثير مقالها حملة شعواء ضدها. اما السبب فهو «المس بالذات الالهية»، وفقاً لمنتقديها الذي وزعوا بياناً اتهموها فيه بالالحاد. ومما جاء في البيان «الناشطة السياسية المقطري، ومن سمّيت بأنها «قائدة الثورة» في مدينة تعز، تخرج عن صمتها لتبدأ بكتاباتها التي لم تجد فيه متعة سوى تعاليها على الله جل في علاه ومحاولة منها للمس بالذات الإلهية من خلال كتاباتها»
كذلك لاقت مواقع الكترونية محسوبة على النظام اليمني المتشددين في حملتهم على بشرى المقطري، في حين أقدم موقع «مأرب برس» على حذف مقالها. وكتب موقع «أخبار الساعة» محرضاً على المقطري يقول: «بشرى المقطري التي حاولت بعض القوى في الساحة اليمنية تصويرها بأنها بطلة قومية وقائدة ثورية لم يتطرق بعد احد منهم الى عقيدتها التي ما لبتث ان اظهرتها عياناً بياناً للجميع، متجاهلة أنها تعيش وسط شعب مسلم ومتدين يرفض أدنى أفكار بالمس بالذات الإلهية او المعتقدات الإسلامية». وأضاف «في مصر أَحرق المسلمون بيوت الأقباط حين تجرأ طالب قبطي على النيل من رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم من خلال كتابة مقاله له على عنوان حائطه في الفيس بوك… ليخرج بعدها بطريق (بطريرك) النصاري ويعتذر للمسلمين من تلك الكتابة ويحذر من المس بمعتقدات المسلمين».
ومضى يقول «لكن ما حدث هنا في اليمن هو العكس إذ لم تكن من النصارى او الأقباط، وانما مننا ومن أبناء جلدتنا لتقدح في معتقداتنا الإسلامية، والله المستعان»، ما اعتبر أنه دعوة  الى التعدي على الناشطة اليمنية التي نالت على ايدي قوات صالح نصيبها من الضرب والتنكيل وصولاً إلى القاء مواد حارقة عليها خلال مشاركتها في احد الاعتصامات في مدينة تعز مهد الثورة اليمنية.
أما مواضع المس بالذات الالهية، وفقاً للمنتقدين، فحاضرة في عدد من فقرات مقالها، وبينها قولها، خلال تطرقها لما واجهه المشاركون في مسرة الحياة التي انطلقت من تعز إلى صنعاء قبل أسابيع، «كانت الأمور كلها طيبة، بلدة طيبة ورب شكور، لكن الأمور لم تعد طيبة، والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار… تركنا الرب نتدبر أمورنا».
كذلك تحدثت المقطري عن «رب» السبعين في اشارة إلى صالح والدعم الذي يتلقاه، بقولها «لكن رب السبعين كان محجوباً بعباءة السفير الأميركي، وبتصريحات السياسيين المرتعدين، وبابتهالات قادة المشترك». وتطرقت إلى عدم تمتع المحتجين بالحماية بقولها «لكني ورغم هذه المسيرة الرائعة أشعر بخيبة كبيرة بحجم الله تتربع فوق صدري»، ما دفع منتقديها إلى التركيز على هذه الفقرات وتوجيه انتقادات لاذعة لها وصلت بالبعض إلى حد تشبيها بعلياء المهدي اليمن، قائلين «كلنا سمعنا عن المصرية علياء المهدي الثائرة التي تعرت ونشرت صورها عاريه… واليوم بشرى المقطري ثائرة اليمن نشرت نفسها عارية عبر مقالة كفرية لها بعنوان سنة أولى ثورة. يبدو لكل ثورة إمرأه عارية».
في المقابل، انبرى مثقفون وناشطون للدفاع عنها. الصحافي محمد المقالح كتب على حائطه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يقول «تحية لبشرى المقطري. تحية لإيمانها بالله وبالثورة ولكفرها بربهم وبرب التخلف والرجعية والعنف والعسكرة والجريمة والجريمة». وأضاف «اقسم غير حانث ان غيرتهم ليست على الله ولا على الدين بل على الدنيا – دنياهم – التي تهتز تحت اقدام الثورة الشعبية العظيمة وشبابها الكبار، وفي مقدمتهم هذه الثائر العظيمة». ومضى يقول «مثلما كانت الفتوى دائماً سبباً رئيسياً لتخدير الناس وتخذيلهم عن الخروج والثورة، يريدون كسر بشرى ورفاقها بالفتوى ايضاً ومن ثم كسر الثورة باسم الله وهي اكثر ايماناً به منهم».
من جهته، دافع الناشط اليمني عزيز، في حديث مع موقع «أخبار بووم»، عن ما ورد في مقال بشرى، قائلاً «مقالها نقي رائع بنفس ثوري لم يفقد حماسه بعد». وأضاف «أنا معه بكل أبعاده، لا أثور نيابةً عن الله ولا انصب نفسي وصياً عليه، الحديث عن الله في معرض الحديث عن الثورة حيلة للافلات من تقديم اجابات حقيقية عن الاسئلة والاعتبارات التي يثيرها مقال بشرى». ومضى يقول «إنه نوع من العدوان الاضافي على مسيرة الحياة وحركة التغيير في اليمن تحت يافطات وشعارات مقدسة للخلاص من وزر الاخطأ والتزامات الوفاء لتطلعات شعب». وتابع «رب السبعين واعوانه المعترضين عليها هم اكثر المتفقهين لغوياً ويدركون أن ذلك مجرد الحيلة فقط للخلاص من تقديم رد حقيق على المساوئ»، متسائلاً «لماذا لا نسلط الضوء اكثر على ما يتهربون منه».
وحذر عزيز من خطورة الحملة على بشرى المقطري، مؤكداً أن ما يجري «تصنيف جديد للناشطين والمثقفين بين أحرفية التبعية والتخندق السياسي او الانفتاح على كل اتجاهات التغيير وانت اخترت مكانك بناء على تقبلك للمقال». وخلص إلى القول «اريد ان اكون انساناً يعبّر بحرية عن موقفه وهذا ما يجب ان يحترمه كل من يختلف مع اخر بسبب رأيه، ويبقى متذكراً ان الحرية حق لكل المختلفين هذه الحرية يتناساها من يقحم موضوع بشرى في منطق التعصب الديني لانه يريد اخراسها».