رشح حزب الأكثرية الشعبية الحاكم رئيس الوزراء، فرانسوا فييون، للدائرة الانتخابية الثانية في باريس، ما قد يسبب «وجع رأس» كبير لليمين الفرنسي الذي يواجه أصلاً أزمة تراجع نفوذ عام في سياق تراجع شعبية رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي. السبب هو أن هذه الدائرة الانتخابية تشمل دائرة باريس السابعة «وهي دائرة مضمونة انتخابياً لليمين» وكانت وزيرة العدل الفرنسية السابقة، رشيدة داتي، تأمل في أن تترشح عنها «لتضمن دخول الجمعية العمومية» البرلمان الفرنسي، وخصوصاً أنها عمدة هذه الدائرة وجهدت كثيرآً لبناء شعبية لها فيها.
ولا يبدو أن داتي مستعدة للتراجع «حتى ولو طردت من الحزب»، بعدما تحدت قيادات الحزب ولم تتردد من انتقاد «إسقاط فييون بالبارشوت» في دائرتها لضمان فوزه، وهو ما يجيبها عليه المقربون من رئيس الوزراء بأنه «سبق لها واستفادت من هذا الباراشوت». ولم تتردد وزيرة المدينة السابقة، وزميلتها في حكومة فييون الأولى، من «اسداء نصيحة» لداتي بأن تعود إلى الحي الذي تربت فيه وتترشح هناك، في تذكير بأنها كانت تسكن حيّاً فقيراً في جنوب فرنسا قبل أن يسلمها ساركوزي حقيبة وزارة العدل .
وتقول داتي، الذي استقبلها «سراً» ساركوزي قبل أيام في محاولة لتبريد حماستها، إنها «ملتزمة التزاماً كاملاً بدعم الحملة الانتخابية للرئيس»، ولا تكف عن دعوة الجالية المسلمة في فرنسا للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وقد أكدت داتي بأنها سوف تترشح ضد فييون وهو ما يمكن أن يتسبب بخسارة اليمين للمرة الأولى في هذه الدائرة، التي تقطنها البورجوازية الباريسية، وحيث توجد كل وزارات الدولة وعدد كبير من السفارات. وبالطبع يدرك الجميع أن فييون لا يلهث وراء مقعد نيابي «مضمون له» في منطقتة في الشمال، حيث شعبية واسعة، ولكنه يستعد لانتخابات رئاسة بلدية باريس الكبرى، وهو من أبرز مرافق الدولة الفرنسية قبض على زمامها جاك شيراك لمدة ١٥ سنة سمحت له بالوصول إلى قصر الإليزيه. ورشيدة داتي لم تخف يوماً رغبتها بأن تترشح لانتخابات رئاسة بلدية باريس.
الأيام المقبلة سوف تخبرنا ما إذا سوف ينجح الحزب باقناعها بقبول دائرة أخرى أم أنها سوف تعود إلى جنوب فرنسا وتتكل على أصوات من أصول مهاجرة؟